معظم مدن العرب فيها حضارات عظيمة وواقع مزري!.. خليفة الخرافي مستنكراً

زاوية الكتاب

كتب 1121 مشاهدات 0


القبس

قد فاز باللذات من كان جسوراً

خليفة مساعد الخرافي

 

دائما الجريء المقدام صاحب الروح المغامرة الشجاعة، هو من يقتنص الفرص، اما المتردد الواهن فيتهيب من ان يخطو بأي خطوة لأنها توديه حسبة وتجيبه حسبة أخرى فتضيع عليه الحسبات وتضيع معها الفرص الثمينة.
السياحة والسفر والترحال حول امم العالم وشعوبها فيها من المتعة الكثير اذا عرف المسافر الوقت المناسب لزيارة هذه الدولة، وقرأ عن احوالها واماكنها قبل السفر، ووجد من اهلها الطيبين من يعينه على التجوال بحواريها وأزقتها، البعض من اهل الخليج السفر لديه لا يتعدى السكن في فنادق راقية والجلوس بلوبيها وقاعاتها الفخمة، وسياحتهم هي التبضع من متاجرها او يتنقل بالمرور من مطعم لآخر والجلوس بالقهاوي والكافتيريات وخز البشر والحش بهم (الحش هو ذكر عيوب الآخر من خصال مشينة مسيئة نميمة).
بينما السفر والترحال لاهل اوروبا هو امر جدي يتجهزون له، فيقرأ الاوروبي كثيراً عن الدولة واهلها واماكن السياحة فيها وافضل فصول السنة لزيارتها والمناسبات الاحتفالية فيها، ككرنالات واعياد وليس كمعظم أهل الخليج يكونون في بلد ولا يعلمون ما يجري في مدن قريبة منهم من احتفاليات او خصوصية هذه المدن معمارياً او جمالياً.
كتبت في القبس منذ سنوات عن رحلتي بكروز سفينة فندقية نزلت بموانئ دول اوروبية على شاطئ البحر المتوسط، وبعدها بأشهر كتبت بالقبس عن رحلتي للندن ومدينتي كامبريدج واكسفورد، وكتبت قبلها بجريدة الانباء عن كشتتنا في بر الصمان وكان ربيعها في عام 1996 جميلا جداً، وجميع هذه المقالات كانت على كامل الصفحة الأخيرة، ونسيت مقالات اخرى جار البحث عنها في ارشيف الصحف، ومر على خاطري رحلات عديدة لم اكتبها وانا بصدد كتابتها حيث مررت على مجتمعات متطورة.. اهل اوروبا واميركا لهم ثقافتهم وعاداتهم مثلما لنا ثقافتنا وعاداتنا، اذكر في بداية دراستي في الغرب اكتشفت ان ما يعتبر عندنا حسب قانون الجزاء الكويتي (مادة 198) فعلا فاضحا في مكان عام، يعتبر عندهم امرا طبيعيا، ولا يعني ذلك انهم سيئو الاخلاق، فحين يقبل في مكان عام الحبيب حبيبته سواء كانت الحبيبة زوجة او خطيبة، فلن يجرجر للمخفر ليتبهدل بتهمة تؤدي الى السجن لفترة سنة، وتعلمت من الغرب احترام العمل والالتزام بالوقت واحترام حقوق الآخر واحترام القانون والاعتماد على النفس والصدق في التعامل وحرية القول وحرية الاعتقاد.
وشاهدت ناطحات السحاب في اليمن، التي تم بناؤها منذ 1700 سنة، وتم بناؤها من الطين والماء وجذوع النخل في مدينة تُعرف باسم مدينة «شبام» وسط وادي حضرموت باليمن!
وكمعظم مدن العرب تجد فيها حضارات عظيمة وتجد فيها واقعا مزريا، دول شعوبها تعتمد على تحويلات من يعمل من ابنائها خارج البلد كفراعنة مصر والسودان وملوك بابل وامراء سومر بالعراق وحضارة دول الشام الانباط وبترائهم.
اتذكر حين كنا اولادا يافعين نذهب الى مزرعة الوالد في العشار التي تطل على شط العرب في قرية المحيلة ونشاهد ابوجبار يدخن زقاير ويشرب شاي وام جبار هي اللي تطبخ وتنفخ وتحلب البقرة وتباري الزرع، وبوجبار من الصبح الى المساء بس يهاوشها، وكنا نفرح بأكل القيمر وجبن معجف وخبز تنور تخبزه ام جبار ونأكل الرقي والبرتقال والبطيخ، وجبار يتشلب النخلة العالية بسرعة ومهارة ويجيب لنا كم عثق رطب وكنت اسبح بالشط مع قوة تياره، وتوقنا عن زيارة مزرعتنا في العشار بعد تعدي الجيش العراقي عسكريا على الحدود الكويتية في تل الصامتة الواقع شمال شرق الكويت بتاريخ 20 مارس عام 1973 والذي قتل فيها جار السوء عسكريين كويتيين دون مبرر، رحم الله شهداءنا .
كما اتذكر ونحن صغار سفرتنا الى لبنان وسكنا في الجبل في فالوغا وكانت رحلة ذكرياتها حلوة.
زرت مدنا عديدة وشاهدت امما كثيرة بعضها لم ارتح لها، هناك شعوب لا تفيدك ولا تضرك، وهناك شعوب دمها ثقيل كمعظم شعوب غرب اوروربا كأهل باريس فهم لا يتباسطون واهل الغرب منشغلون بأحوالهم جادون بعملهم.
زرت القارة السوداء فلم ترق لي طباع أغلب اهلها تجمع بين الجشع والبخل وليس من طباعهم اكرام الضيف، زرت الهند وجلت في سواحلها ومدنها وجزرها وتاج محلها، من تعاملت معهم من اهل بومبي وجدت معظمهم استغلاليين، بينما حين زرت شرق آسيا وجدت اهلها ودودين مسالمين عمليين قانعين مخلصين جادين في عملهم.
البشر في العالم اجمع يرغبون في السلام..

***
سأكتب خواطري وانطباعاتي ومشاهداتي عن رحلاتي من الجمعة المقبل.

***
أشكر من دخل علي من الأهل وانا أتعافى من وعكتي الصحية، وأسعدتني وجعلتني أبتسم فرح وأطربتني وهي تَقصد أهزوجة جميلة:
سلامات يالغالي سلامات
سلامات من عقب الصخونه
وانا ناذره يوم الله انجاك
فرح والعذاره يرقصونه
عيون الحسد وابليس ما مات
غدا الشر من عقب الصخونه

***
رحم الله محمد عبدالله محمد المطير واسكنه فسيح جناته كان رحمه الله محبا لعمل الخير.
رحم الله صاحبتي الأيادي البيضاء الفاضلتين حياة عدنان النقيب وعزيزة سلطان العيسى واسكنهما فسيح جناته.

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك