مناور الراجحي يكتب .. عفواً.. لقد نفد رصيدكم!
زاوية الكتابكتب فبراير 16, 2015, 11:33 م 801 مشاهدات 0
في الساعة الثالثة والنصف من فجر يوم أمس، أفزعني من نومي الهانئ ذلك الصوت المجلجل «عفواً.. لقد نفد رصيدكم»، قمت من نومي مفزوعاً «حسبي الله على ابليسك يا بردقوش»، خرعتني يا ابن العفاريت»، انت منت بردقوش، انت «زفتكوش»، انت أسوأ عفاريت الجن اللي أعرفهم، ولا تفهم بالأصول، ودايماً تفزعني يا جني يابن الجني.يا مناور «نفد رصيدكم»، يا أخي خلاص فهمنا، باجر اتصل بشركة الاتصالات وأعيد الشحن، ما يحتاج منك كل هالخبة، يا مناور ترى ذبحتني افهم.. افهم؟!.
»عفواً.. لقد نفد رصيدكم»، نفد رصيدكم الرياضي، والتغني بالأمجاد لم يعد نافعاً، والهزائم المتتالية أخذت من الرصيد ما يكفي، وجعلتكم تصلون الى مرحلة نفاد الرصيد الرياضي.يا أخي ما لي أنا علاقة بالرياضة، أنا آخر خبراتي حين كنت ألعب كرة السلة في مدينة جنزبورو مع الشباب «الله يذكرهم بالخير» ذيك الصحبة الغالية، يا مناور الرصيد الرياضي نفد، والرصيد الثقافي نفد، والدليل معرض الكتاب السابق الهزيل، والضعف الشديد في المحتوى والمعروض، وفي كل المحتوى الثقافي في الفترة الحالية.
هنا استفزني هذا الجني الكئيب، فصحت به غاضباً «وانت شكو»، قالي يا مناور الموضوع جداً خطير، والأوضاع فعلاً ما تطمن، ما سمعت كلام الشيخ خليفة العلي؟ وتذكر هذا الكلام يا مناور.. «عفواً.. لقد نفد رصيدكم» أصبحت تهدد العديد من المجالات، والافلاس السياسي سواء للحكومة أو المعارضة أصبح واضحاً للجميع، وحتى المجلس يا مناور، رصيده خلص - بح، وأصبح الوضع بين (.........) قول ليش تتنحنح نحن بلد ديموقراطي، ضحك الجني ابن الجني حتى كاد يتدحرج من فوق السرير، ولسان حاله مبتسماً ويقول ديموقراطي! الله يرحم ذاك الزمان، زمان مجلس الحصن الطيبة، هنا استوقفته متهكماً، «أليس هذا هو المجلس الذي تستمتع بالنوم فيه مستغلاً التكييف الجميل على حد قولك؟!»، خلاص يا مناور، ما عاد فيني نوم، وحتى الكلام أصبح ثقيل على قلبي، واليوم جيت أودعك قبل ان أهجر المجلس، فقد مللت من الشعارات والكلام اللي لا يودي ولا يجيب، شوف يا مناور كلامنا كله كان غشمرة وضحك، بس صدقني الأمور دخلت في الجد، وأصبح الوضع خطير، وين يا مناور الكويت وريادتها، وين الكويت من دول الخليج، وين الكويت من المنافسات الآسيوية المختلفة، وين الكويت من الريادة في التجارة، وين الكويت من التميز الاقتصادي، وين الكويت مدرسة الخليج والعرب في التعليم، وين الكويت أم الحريات، وين كويت التكاتف، وين كويت المحبة، وين الكويت أرض الصداقة والسلام، وين وين؟! للأسف يا مناور الاجابة «عفواً.. لقد نفد رصيدكم» سلام يا مناور، واعذرني اني أزعجتك كالعادة بس هالمرة فعلاً أنا جداً زعلان، ونفسي أزورك بأخبار طيبة، ونفسي أشوف الكويت في الريادة، سلام يا مناور.. سلام.
»وين رايح انت؟ خلك بنكمل كلامنا»، لكن بردقوش لم يلتفت اليّ، وتركني وسط أفكاري الى شروق الشمس، فبغض النظر، عن ازعاجي، وذهاب النوم من عيني، الا ان بردقوش – ولأول مرة – يبدو ان لديه الحق فيما يقول، فنحن نعاني حالة شديدة من الافلاس، وعدم الجديد في أي مجال من المجالات، هذا النداء جعلني أتوقف حتى الصباح، متفكراً في الوضع الحالي، ومتسائلاً: «هل حقاً نفد رصيدنا؟!» أتمنى ألا تكون الاجابة بنعم، فالقلق أصبح قاتلاً ومهيمناً على الجميع، حتى بردقوش الجني قد هجر المجلس، واستغنى عن التكييف الفاخر، فهل الى خروجٍ من سبيل؟! ودمتم.
تعليقات