وما أدراك ما الإعلام؟! - يكتب علي الفضالة
زاوية الكتابكتب فبراير 16, 2015, 11:45 م 653 مشاهدات 0
الإعلام وما أدراك ما الإعلام، فهو يستطيع أن يشكل الفكر ويصنع الحدث ويغير المجتمع، وأصبح جزءا من ثقافتنا اليومية والحياتية، فقلما يخلو بيت من تأثير الإعلام، سواء أكان قنوات فضائية أو إذاعة أو صحيفة، فلم يعد خافيا على أحد أهمية الإعلام في الوقت الراهن، لذلك تسارعت الدول للاستفادة من هذا الصرح، وتوظيفه بما يخدم مصالحهم، فبتنا نرى الإعلام المسيس، فماذا عن الإعلام عندنا في الكويت؟ وهل يقوم بدوره كما يجب؟ إذا عدنا قليلا إلى الوراء نرى كيف أن الكويت كانت رائدة إعلاميا وثقافيا وفكريا، إذ أسست فيها أول محطة تلفزيونية رسمية بين دول الخليج وتتميز الصحافة بالكويت بحرية التعبير وإبداء الرأي، فما الذي أصاب هذا القطاع الحيوي حتى أصيب بالجمود، فنحن نكاد لا نسمع حسا للقنوات الحكومية الأرضية والفضائية، وبات الإعلام الحكومي أداة صامتة غير مؤثرة، وأما القنوات الخاصة فهي الأخرى ليست بأفضل حالا من القنوات الحكومية، فقد شغلت نفسها بالمشاكل الداخلية، ونسيت أن هناك واجبا آخر على الإعلام تأديته، وهو التسويق للكويت عالميا، فكثير من دول الجوار لا تكاد تعمل شيئا أو تنجز مشروعا أو تشيد صرحا أو تقوم بتوصيل معونات أو مساعدات، أو إقامة مشاريع، في أي دولة كانت تجد إعلامها قد أغرق القنوات بهذه الأخبار ليوصلها للجميع في كل مكان ليعلم القاصي والداني بما يحدث في هذه الدول، فترى آلاف البشر ممتنين لهذه الدول لتقديمها المساعدات، ويتكلمون عن إنجازاتها، بل ويعرفون أماكنها، قبل حتى أن يزوروها، أما عندنا في الكويت فنجد انه تقدم آلاف المساعدات، وتنجز مئات المشاريع في دول العالم، ولا تكاد تسمع عن ذلك كله، فالإعلام الحكومي صامت، والإعلام الخاص منشغل بأخطاء الحكومة وتعقبها، ونسوا أن لهم مهمة ثانية، وهي تسويق الكويت عالميا، فأنا شخصيا تأثرت عندما سمعت الكثير من مواطني إحدى الدول وهم يشكرون لدولة جارة لنا تقديمها المساعدات لهم، وإنشاءها العديد من المشاريع، ويتساءلون عن عدم تقديم الكويت للمساعدة لهم، مع ان الكويت قد قدمت لهم الكثير، وقامت بالعديد من المشاريع، ولكن إعلام الدولة المجاورة قد قام بتوصيل الخبر للجميع، أما إعلام الكويت فهو نائم، لم يكلف نفسه عناء إيصال المعلومة في الكويت، لا تنقصنا مساحة الحرية في الصحافة ولا المال اللازم لتفعيل دور الاعلام حتى يضاهي الإعلام بدول الجوار، وإن كنا نسعى لتكون الكويت مركزا ماليا واقتصاديا، الأمر الذي يحتاج إلى تهيئة إعلامية موسعة، فالبداية يجب أن تكون بمركز إعلامي من ثم يأتي المركز المالي والاقتصادي والتجاري فكلها مرتبطة بالإعلام وتحتاج لتسويق لها، وجذب الأنظار للكويت، ولنبدأ بالخطوة الأولى لتحويل الكويت الى مركز إعلامي من خلال اتخاذ القرار والبـدء بالتنـفيذ وتذليل الصعوبات وتطوير البنية التحتية الإعلامية، وتدريب الكوادر الفنية، سعيا لتحقيق الريادة الثقافية والإعلامية.
تعليقات