زيادة السكان بدون تطوير الخدمات تدل على سوء التخطيط!.. برأي بهيجة بهبهاني

القبس

تحت المجهر  /  بأية حال عدت يا عيدنا الوطني؟

أ.د بهيجة بهبهاني

 

تحتفل دولة الكويت بأعيادها الوطنية سنوياً في شهر فبراير، ويفترض ان روعة الاحتفالات تكمن في سعادة المواطن بتبوؤ بلاده المكانة الراقية عالميا، الا ان المتابع لأحوال دولة الكويت يلاحظ ان الخدمات العامة التي يكفلها الدستور للمواطن تتراجع في جودتها سنويا، ولا يتم الارتقاء بها وتطويرها لتتناسب والزيادة السنوية في اعداد المواطنين والوافدين وبخاصة في مجال الصحة.. وعلى سبيل المثال، فلقد تم بناء المستشفى الاميري بمحافظة العاصمة في عام 1941 وتم افتتاحه في عام 1949، وكان يضم في ذلك الوقت 45 سريراً، وغرفا للعمليات والمختبر والصيدلية. وبلغ إجمالي عدد سكان دولة الكويت عام 2008 (إحصائيات وزارة التخطيط) 3.441.813 ملايين نسمة (1.087.552 مليون مواطن كويتي و2.354.261 مليون وافد). وفي عام 2014 ــ إحصائيات المعلومات المدنية ــ بلغ تعداد سكان الكويت 4 ملايين و52 ألف نسمة (الكويتيون مليون و263 ألف نسمة، والوافدون مليونان و789.300 ألف نسمة)؟!
وقدرت منظمة الأمم المتحدة أن يبلغ عدد سكان الكويت خمسة ملايين و240 ألف نسمة في عام 2050؟! فهل استعدت وزارة الصحة لهذه الزيادة الكبيرة في عدد قاطني دولة الكويت؟ وهل تم اعداد دراسات عن مدى الاحتياج الى انجاز مشاريع توسعة المستشفيات الحالية وانشاء مستشفيات جديدة.. فكم عدد المرات التي تم فيها تطوير المستشفى الاميري منذ نشأته حتى الان؟ ان الدولة تمنح ميزانية سنوية ضخمة من المال العام لوزارة الصحة، فما هي اوجه صرفها؟ 
قمت يوم الثلاثاء، الموافق 10 فيراير 2015، بمراجعة المستشفى الاميري (طوارئ النساء) الساعة 4 عصرا، بسبب معاناتي من ألم بالقلب، حيث اعاني مرضا بالقلب، وفوجئت بعدم توافر سرير لي لاجراء الفحوصات الطبية المعتادة في حالتي، حيث ان الاسرّة كلها مشغولة بالمرضى من المواطنين والوافدين، وذكرت لي الممرضة انها ستوفر لي «تروللي» لاستلقي عليه وسيتم وضعه في الممر لاجراء تخطيط للقلب ومن دون ستارة! وزاد هذا الوضع اللاانساني من ارتفاع ضغط الدم لدي، واسرعت لمراجعة الطوارئ في مستشفى خاص وتم اجراء اللازم لي! ان الزيادة في عدد السكان من دون تطوير الخدمات العامة لهو امر يدل على سوء التخطيط، وعيّدي يابلادي ومن عواده مع زيادة الاهتمام بالصحة العامة للمواطن.