التغيير للأفضل يبدأ بمغادرة المكان المعتاد!.. بنظر خالد الجنفاوي
زاوية الكتابكتب فبراير 20, 2015, 1:24 ص 554 مشاهدات 0
السياسة
التغيير للأفضل يبدأ بمغادرة المكان المعتاد
د. خالد عايد الجنفاوي
عندما يقرر أحد الأفراد تغيير حياته للأفضل, أو بما يتناسب مع تطلعاته الإيجابية, فمن المفترض عليه أن يستند إلى اقتناعات لا غنى عنها: الرغبة في مغادرة المكان المعتاد, وبعدئذ ثبات المبدأ والاستمرارية, فالأولى تشير إلى توق شخصي لاكتشاف ما هو مختلف عما هو اعتيادي بالنسبة إلى الفرد, و يتطلب هذا التغيير الجذري في السلوكيات والتصرفات المعتادة التزام الفرد بالتغيير للأفضل وثبات هذا المبدأ في عقله وقلبه, فبلا وجود التزام شخصي بأهمية التغيير لن يتحقق أي تطور عن الحالة السابقة, ولكي يتحقق أي تغيير جذري في طريقة تفكير المرء عليه أولاً وأخيراً الاستمرار ومواصلة خطوات التغيير التفكيرية والعملية وبلا هوادة, فلا يمكن أن يتحقق أي تغيير فعلي للأفضل ما لم ينطلق الفرد من وجهة نظر مختلفة تماماً عن السابق.
ومن أجل أن يحقق أحدهم ثبات المبدأ فعليه أولاً وأخيراً أن يكون مقتنعاً بضرورة وأهمية التغيير للأفضل, ويتطلب الوصول لهذا النوع من القرارات المصيرية قناعة ذاتية بحتمية التغيير من حالة سابقة غير مناسبة أو سلبية, واستبدالها بما هو أفضل, وتتحقق الاستمرارية عن طريق المواظبة والمثابرة والدأب والحرص على مواصلة تنفيذ خطوات التغيير الضرورية من دون الالتفات كثيراً للانتقادات التي يطلقها اخرون ربما لا يدركون ضرورة التغيير للأفضل بالنسبة إلى الفرد. بمعنى آخر, ترتكز الاستمرارية بعد اتخاذ أي قرار شخصي على المواصلة والالتزام الأخلاقي والعملي بتحقيق التغيير الإيجابي في طريقة التفكير وفي السلوكيات والتصرفات الشخصية بما يجلب المصلحة والمنفعة للفرد من دون الإضرار بمصالح الآخرين.
لكي يحقق الفرد تطلعاته وآماله ويستكمل رحلته لتحقيق حياة إنسانية متكاملة فعليه أولاً وأخيراً أن يستثمر كل إمكاناته وطاقته الفردية من دون الالتفات لمن يريدون إحباطه أو ثنيه عن التغيير للأفضل, فعندما يقتنع الفرد بأهمية تغيير طريقة تفكيره حول ما يجري حوله, فهو سينتفع من أحد أسرار السيكولوجية الإنسانية.
طريقة التفكير ووجهة النظر الشخصية تجاه ما يحدث خارج النفس هي التي تحدد تعاسة أو سعادة المرء, فطريقة تفكير الإنسان تجاه ما يحدث حوله هي التي تحدد مصيره وطبيعة حياته اليومية, فالتغيير ينبع من داخل النفس البشرية وليس من الخارج.
قال حكيم القرن الثامن عشر الديبلوماسي والفيلسوف الإنكليزي المشهور اللورد شيستيرفيلد: “لا يستطيع المرء اكتشاف المحيطات الجديدة ما لم يمتلك الشجاعة ليغادر مكانه المعتاد.” فلعل وعسى.
تعليقات