وليد الغانم يتساءل: متى تلتفت أجهزة الدولة إلى تاريخ الغزو؟!
زاوية الكتابكتب فبراير 21, 2015, 12:45 ص 921 مشاهدات 0
القبس
24 فبراير ذكرى الحرب البرية لتحرير الكويت
وليد عبد الله الغانم
في 24 فبراير 1991، بلغت حرب تحرير الكويت، المسماة عاصفة الصحراء، مراحلها الأخيرة، وشرعت قوات التحالف في الحرب البرية، بعد أن قضت أكثر من 5 أسابيع في الحرب الجوية الكثيفة، والتي تجاوزت فيها طلعات الطائرات 100 ألف مهمة جوية على مواقع الجيش العراقي المعتدي في الكويت والعراق بنجاح فائق لم تشهده الحروب من قبل، بسبب التفاوت الهائل بين إمكانات واستعدادات قوات التحالف والفرق العسكرية العراقية المتهالكة من ناحية الأجهزة والآليات، ومن ناحية المعنويات الهابطة في الحضيض لأفراد القوات العراقية المختلفة.
لم تطل الحرب البرية سوى 100 ساعة فقط، وكانت كافية جداً لانهيار النظام العراقي وهروب قواته من ميدان المعركة، وإعلان رئيس العراق بنفسه وبصوته وعلى الملأ استسلامه وخضوعه من دون شروط، ليستمع العالم أجمعه إلى نهاية أغبى المغامرات العسكرية، وليشهد على بداية عهد جديد من ضياع الأمة العربية والإسلامية، بعد ما أفسده العدوان العراقي على الكويت وأحدثه من شقاق رهيب بين الأشقاء. في آخر جمعة في الغزو، كنا نصلي في أحد مساجد منطقة الدعية مع إخواني ونسيبي، فلما قضينا الصلاة وعدنا إلى البيت أطل علينا جارنا (صلاح الدولة) من شرفة منزله وصرخ بنا «اهربوا، فالعراقيون يخطفون الشباب والرجال من الشوارع»، وفعلاً أسرعنا إلى المنزل، ولم تمض لحظات على ذلك حتى مرت سيارات العراقيين تجوب الفرجان لتخطف أي كويتي تراه، وفي هذا اليوم تم خطف الآلاف من أبناء الكويت واقتيادهم قسراً إلى المعتقلات العراقية في مختلف مدن العراق، وكان من فضل الله تعالى أن تمكنت الأغلبية العظمى منهم من الرجوع إلى الوطن بعد أسابيع قليلة، إثر قيام انتفاضة الجنوب السريعة.
ما زال تاريخ الغزو مفرقاً هنا وهناك، ولم يحظ بالقدر الملائم من الحفظ والتوثيق، رغم الجهود الثمينة التي بذلها بعض الباحثين والأفراد، ولكنها لا ترقى إلى مستوى الطموح الوطني لإبقاء تفاصيل هذه التجربة العسيرة نبراساً للأجيال اللاحقة، لمعرفة ما كابدته الكويت الغالية وأهلها من نكبات وكوارث، فمتى تلتفت أجهزة الدولة إلى ذلك، وتحافظ لنا على تاريخنا؟ الحمدلله على نعمة التحرير، ورحم الله شهداءنا الأبرار. والله الموفق.
تعليقات