ليس من مصلحة قطر الخروج عن الإجماع الخليجي!.. بنظر حسن كرم

زاوية الكتاب

كتب 827 مشاهدات 0


الوطن

هل قطر خارج حسبة مجلس التعاون؟!

حسن علي كرم

 

حسب ما تداولته الاخبار ووفقا لبعض المصادر المتابعة لانشطة الجامعة العربية في شأن ما تردد عن البيان الذي قيل انه صادر عن مجلس التعاون الخليجي وتحديدا على لسان الامين العام للمجلس، البحريني السيد عبداللطيف الزياني، والذي انتقد الاتهامات المصرية الواردة على لسان مندوبها في الجامعة العربية عن دور قطري في مقتل 21 قبطياً في ليبيا من قبل العصابة المجرمة (داعش) اﻻ ان بيان مجلس التعاون رفض اﻻتهام المصري لقطر، هذا ما كان في الصباح وفي المساء نفى الزياني صدور البيان عنه وان دول التعاون تقف مع مصر في مواجهة اﻻرهاب.
وبغض النظر عما اذا كان البيان اﻷول للزياني مزورا ولم يصدر منه شخصيا، أو كان صحيحا وتراجع عنه اثر ضغوط واتصاﻻت حسب ما تردد من معلومات، وأن هناك اطرافا ﻻسيما اﻷخوان المسلمون قد فبركوا البيان المزور ونسبوه للزياني ولمجلس التعاون الخليجي «بغية الإساءة للعلاقة الخليجية المصرية».!
ما قيل عن البيان اﻷول (المزور) هو ان مندوبي البلدان الخليجية لدى الجامعة العربية اجتمعوا على اثر اتهام المندوب المصري لدى الجامعة لقطر وبالتالي صدر البيان الرافض للاتهامات المصرية بحق قطر، وهنا يجدر القول ان كان البيان صادرا من المندوبيين الخليجيين لدى الجامعة العربية أو صادرا من مكتب اﻷمين العام لمجلس التعاون الخليجي السيد الزياني، ففي كل اﻷحوال يعبر البيان عن الموقف الخليجي الموحد التضامني مع عضو في المنظومة وهو قطر، الا اذا كان هناك من يسعى لعزل قطر من اطارها الخليجي.
و لعلنا بالمناسبة نسمع ونقرأ الكثير من الاتهامات المسيئة لقطر اﻻ ان هذه الاتهامات تظل في اطارها الاعلامي التي ﻻ يمكن اﻷخذ بها في سياقها المادي ما لم تكن مدعمة بالدليل المادي.
ان قطر دولة صغيرة ورغم غناها المالي لكن تظل امكاناتها محدودة، وتالياً ﻻ نظن ان قطر تسعى للاساءة الى شقيقاتها الخليجيات أو حتى الاساءة لمصر، فما مصلحة قطر الدولة الصغيرة كي تسيء الى مصر أو بلدان المنظومة الخليجية التي هي احدى أعضائها، خصوصا بعدما تصافت النفوس ولملمت الخلافات التي عصفت بالعلاقة بين قطر ومصر وثلاث من الدول الخليجية هي السعودية واﻻمارات والبحرين، فما مصلحة قطر بعد تلك الظروف العاصفة في ان تتجدد تلك الخلافات التي ألقيت خلف الظهر؟!
ﻻ ريب ان العصابات الاجرامية التكفيرية والمتجردين من كل المشاعر الانسانية، هؤﻻء من المؤكد ان هناك خلفهم من يزودهم بالمال وبالسلاح وبغير ذلك من الخدمات اللوجستية، واﻻ كيف انتشروا هذا الانتشار السرطاني على معظم خريطة الوطن العربي من العراق وسورية واﻻردن ولبنان ومصر واليمن وليبيا والغريب أنها بلدان ما سميت ببلدان الربيع العربي (!!) من يقف خلف هذه التنظيمات ومن يزودها بالمال والسلاح والقوة الخارقة التي تنافس قوة الجيوش..؟!
ان ما قيل عن تفتيت بلدان الشرق اﻷوسط وتشكيل خريطة شرق أوسط جديدة ربما هو أﻻقرب الى المنطق، فما يحدث ﻻ يمكن ان نسميه حربا تكفيرية أو حربا دينية او طائفية وانما حربا بهدف تفتيت دول المنطقة وخلق دويلات طائفية كرتونية.!
وبالعودة الى اتهامات قطر ﻻ ريب أنه ليس من مصلحة هذه الدولة الصغيرة الخروج عن الاجماع وبالتالي الخروج من الحسبة في وضع سياسي وأمني عاصف ومخيف ﻻ يمكن التكهن عن نهايته.

الوطن

تعليقات

اكتب تعليقك