التردد في اتخاذ القرار الإصلاحي خطورته أكبر!.. تركي العازمي منبهاً
زاوية الكتابكتب فبراير 24, 2015, 12:56 ص 544 مشاهدات 0
الراي
وجع الحروف / خطورة التردد في اتخاذ القرار الإصلاحي..!
د. تركي العازمي
الخطأ وارد... نكره الخطأ لكن لا يجب أن نكره المخطئ وإن جاءك المعتذر فعلينا إن نصفح، وتكرارالخطأ كالمرض يعاني منه البعض وأنت لا ينبغي أن تقضي على المرضى بل المرض المطلوب القضاء عليه وخاصة مرض الإشاعات في مواقع التواصل الاجتماعي وغيرها من المنافذ الإعلامية التي تجلب لنا عبارات «تسم البدن»!
لا تحاسب المخطئ وفق ما سمعت أو قرأت فعليك التثبت وهنا للاستدلال نذكر قصة الهدهد مع سيدنا سليمان حين قال الهدهد «وجئتك من سبأ بنبأ يقين.. إني وجدت»... فلاحظ عبارة «إني وجدت» فلم يقل سمعت أو قرأت أو قيل لي فالتثبت منهج تتطلبه الحاجة قبل اتخاذ القرار ومع ذلك قال سليمان «سننتظر أصدقت أم كنت من الكاذبين»!
هذا من أجمل ما قرأت وأحببت أن أشارك أحبتي من المتابعين لعلنا نتمكن من عرض الحالة الكويتية وطريقة اتخاذ القرارات.
مجتمعنا بحاجة إلى التفكير جديا في طبيعة اتخاذ القرار المبني على التثبت قبل الحكم على ما ينشر وما يبث وما يقال لأن معظم ما يثار من حولنا مبني على تفاعلات هوى النفس البشرية وضمنيا المصالح تدفع البعض للوقوع بالخطأ «المزعج» الذي نذهب نحن والمجتمع ضحية عندما نترك المتسبب دون علاج!
إذا سمعت أو قرأت عني شيئا فحاول التثبت وإن وجدتني مخطئا فلا تكرهني لربما تكون المبررات أكبر من عبارة نسبت لي أو حكم علي شخصي فقط من كلمة جاءت في سياق حديث طويل!
نحن بشر معرضون للخطأ لكن المحاسبة يجب ألا تهمل وحري بنا تفعيل مبدأ العقاب... فكم من فاسد لم يجد من يوقف فساده مع احترامنا للشخوص!
حالة الفوضى التي نعيشها إن استمرت فــ «سلام علينا وعليك يا وطن» والتردد في اتخاذ القرار الإصلاحي خطورته أكبر فهو يعزز تفشي الفساد الاجتماعي الذي دمر كل شيء جميل من حولنا.
نحن هنا نحاول عرض ما نعاني منه من مشكلات اجتماعية تسببت في إفساد إدارة مؤسسات الدولة ونعرض الأسباب لعل من يقرأ ما بين السطور يفهم أهمية القيادة الأخلاقية التي غابت عن محيط متخذي القرار وبالتالي أصبحنا أسرى لكلمات «قيل لي... سمعت... قرأت» ولم تجد منهجية «التثبت» التي أخذ بها سيدنا سليمان بعد تلقيه الخبر من الهدهد!
القرار سهل جدا اتخاذه... طبعا إذا أحاط القيادي نفسه بمستشارين من ذوي الخبرة متميزين بالنزاهة ومتحصنين بالمعرفة!
الحاصل أن معظم أصحاب القرار لا يأخذون النصيحة من مستشار مخلص وبعضهم يتخذ القرار كرد فعل على كلمة قيلت أو سمع بها أو قرأها وهنا تقع المشكلة اجتماعيا وإداريا!
طالبنا مرارا وتكرارا بإصلاح الوضع القيادي السيئ (مصدر القرارات الخاطئة) لكن لا حياة لمن تنادي حتى المستشارين الغربيين أكدوا «ترهل» المستوى القيادي ورغم كل هذا وذاك فلا هم تقبلوا نصيحتنا ولا أخذوا بكلام «الخواجات».... والله المستعان!
تعليقات