مسافة الإصلاح تبدأ من تحسين نمط اختيار القياديين!.. تركي العازمي ناصحاً
زاوية الكتابكتب مارس 10, 2015, 1:03 ص 399 مشاهدات 0
الراي
وجع الحروف / مختصر الكلام: لا تعترف بالفشل!
د. تركي العازمي
وكالة الفضاء الأميركية ناسا رسمت عبارة على قبعة تباع للزائرين إلى موقعها تقول «Failure is not an option» وتعني «الفشل ليس خيارا» ونحن بطبيعتنا في التعامل مع مجريات الحياة نعيش التحدي بشكل مستمر والعزيمة هي التي تحدد طبيعة موقفك فإن تقبلت الفشل كحل للخروج من عدم مشكلة تواجهك فهذا يعني أنك لم تستغل قدراتك التي وهبها الله لك!
أنت وأقصد الفرد المثقف يجب أن تتحلى شخصيته بالقدرة على التغلب على المواقف الصعبة طبعا عن طريق الاستعانة بالله عز شأنه وعبر بذل المجهود و«لا يكلف الله نفسا إلا وسعها»!
أعتقد والله -وهنا الاعتقاد قريب من التأكيد- أن العالم الفرد في العمل الاجتماعي الجماعي لا يستطيع تحقيق أهدافه إلا عن طريق انسجام تام مع المجموعة وإن لم تتوافر كل العوامل فعلى الأقل حسن النوايا يجب أن تتوافر كي ينجح الفريق في المضي نحو تحقيق الأهداف.
مختصر الكلام: لا تعترف بالفشل فأنت عود من عرض حزمة وعليك أن تضع نفسك في الموقع «الصح» وهذا الخيار لم يتحقق لكثير من أحبتنا وهو سبب عدم ظهور بوادر إصلاحية في الوقت الحالي!
أذكر أنه أثناء العمل في تجمع ثقافي قبل أشهر عدة وضعنا اللبنة الأولى أنا وزميل لي وبعد أن اكتملت الفكرة... وجدنا من يقتطفها ليوكل المهمة لآخرين... هنا لم نعترف بالفشل أنا و«صاحبي» وبكل احترام ولأننا لم ننسجم مع المجموعة انسحبنا دون «شوشرة».... والحاصل «ما صار شيء» والسبب أن الصياغة تحتاج تنفيذاً من قبل المعد المفكر لا أن تأخذ جهد غيرك وتحاول تطبيقه!
إن الخروج من أزمة الفشل المستمرة والتي تقبلها الكثير يكمن في التحرر من آفة الـ «أنا» لأن العمل الجماعي له أرضية محددة ومناخ معين كي تصل إلى مفتاح النجاح وفي العادة تبدأ من حسن النوايا وإيجاد عناصر للمجموعة منسجمة فكريا مع بعضها البعض مرورا بحسن التنظيم (وهو الفكر الاستراتيجي من رؤية وأهداف وخلافه) ونبذ المصالح الشخصية!
وعليه٬ فإن اختيار مبدأ الفشل ليس خيارا عملت به كبرى المؤسسات ونجحت لحسن اختيارها لقيادتها وطريقة تكوين فرق العمل ولهذا حققت النجاحات.
في الكويت... نسمع «ما أقدر» و«مو بإيدي»: طيب متى نتحرر من هذه الأعذار ونحن نقلب الصفحة تلو الآخرى والنتائج كما هي؟
مسافة الإصلاح تبدأ من تحسين النمط التقليدي في اختيار القياديين من جهة ومن طريقة تكوين المجاميع «فرق العمل» من الطبقة المثقفة التي يفترض من خلالها عرض الرؤى الصالحة التي تستشف منها الحس الوطني الصالح على أن تكون مجردة من أي مصلحة ومستقلة استقلالا تاما عن أي كتلة أو جهة ما.
نحن في وطن عزيز... وواجبنا وضع مصلحة الوطن فوق أي اعتبار آخر ومن لم يستفد من الدروس إلى الآن فأعتقد أنه لم يفهم ماذا تعني عبارة «الفشل ليس خياراً».. والله المستعان !
تعليقات