نصيحة صينية سياسية من فواز البحر

نصيحة صينية سياسية
فواز البحر

هناك علاقة غريبة جدا بين الشرق والطغاة والقارئ في تاريخ الشرق القديم والحديث منه، يجد بأن بلاد الشرق متساوية في حكم الطغاه وكأن الحكم الفردي فيها اصبح جزءا سياسيا في ثقافتها وفلسلفتها.

ومن خلال قراءتي كتاب (تاريخ الفكرالصيني ) وهو من إصدارات مركز الدراسات الوحدة العربية، وجدت أن الهاجس الأول لدى الفلاسفة الصينيين هو التعامل مع الحاكم وطغيانه وكيفية التخفيف منه ومحاوله ( خداعه) إن صح التعبير بأن الطغيان بالحكم لايعتبر حل ولكن اخذ بعضهم يقول  بان ' الرعية' هم السبب، وأطلقوا على  الحاكم لقب 'إبن السماء' وقالوا بأن له وضعية خاصة مع السماء ورفعوه شأنه بحيث يكون الترفع عن بعض من طغيانه والأخذ من صفاته الاولية التي وضعوها فيه.

فمثلا يقول كنفوشيوس : يستقيم الصراط تحت السماء عندما يتولى  ابن السماء ( الحاكم)  شخصيا قيادة الاحتفالات الطقوسية و الموسيقية والحملات التأديبية، إذا ماتولى أمره التابعون لا يستقيم 'اذا ماعهد بها الى الاحرار ' الذين نادرا مايستمرون بالسلطة اكثر من عشرة اجيال . واذا ماتولاه كبار الوزراء ( يقصد بالطبقة البيرقراطية)  فان هؤلاء لايبقون في السلطة اكثر من خمسة اجيال، واخيرا اذا 'اغتصبت' شؤون الدولة على يد المديرين المنتمين للبيوتات الكبيرة فأن حكمهم لايدوم اكثر من ثلاثة اجيال . والسبب ليس للوزراء حق تقرير السياسة وليس للرعايا البسطاء ان يناقشون المسألة).

وينتهي كلام كنفوشيوس حيث اوصل للحاكم بطريقة سلسة بانه نهاية سلالة حكمه تكون بيد الطبقة البروجوازية المنتمية للبيوتات الكبيرة حيث ان مصالحها ضيقة جدا ولا تخرج عن حدود فوائد منازلهم.

ويقول ايضا بأنه هناك حاكمين، حاكم بقوة العسكر وبهمينة القوة وهذا ما أن يضرب قوته ينتهي وينتهي اسمه، وهناك حاكم يحكم باسم الشعب وفي العدل وهذا قوته ممتدة من الشعب ويصعب اطاحته وإن سقط، يخلد اسمه بالتاريخ إلى الأبد.

ومن وجهة نظري، أظن بانه كنفوشيوس اراد ان يقول لنا بأنه ان وجدتم الحاكم العادل فلاتخافوا على حدود بلادكم فعدوكم يعلم الارض من شعبها لا قيمة لها، واراد ان يقول ايضا ان وجدتم اصحاب المنافع الضيقة تتحكم بالبلاد اعطوهم فقط  ثلاثة اجيال إن لم يكتب القدر عكس هذا وينتهي وجودهم.