طوبى للمتغافلين - يكتب سمران المطيري

زاوية الكتاب

كتب 2287 مشاهدات 0

عبدالله المطيري

طوبى للمتغافلين


التغافل عن زلات الآخرين هو فسحة الحياة ، وبه تنعم العقول وتسعد الصدور وتهدأ النفوس ، فلن تجد ابن أمه إلا ويزل لسانه وتعثر قدمه وتسقط به الكلمة وهو لايدري ، حتى ابن بطن أمك لا يخلو من سهم يسكن قلبك دون قصد منه ، وإنما هي فلتات اللسان ، فمن توقف عندها طويلا وهو يشحن فؤاده سلبا وحقدا وطلبا للانتقام ، لن يحرق وربي إلا صدره ولن يحطم إلا قلبه ، ومن تغافل عنها راجيا ماعند الله من مثوبة وأجر عظيم لأهل العفو والصفح والغفران ، فقد ظفر بنعيم الدنيا وصحة القلوب وسلامة الصدور وصفاء النفوس ، قبل ذلك الموعود كتبه له ربنا المعبود وليس العفو والتغافل عن الزلات بالأمر الهين وكل واحد منا يفعله ، بل هو أمر عظيم ، ولا يوفق الله تعالى أحدا لهذا الأمر إلا خاصته من عباده ، فتأمل معي ( ولمن صبر وغفر إن ذلك من عزم الأمور ) ، فسماه ربنا من عزم الأمور ، ومن تسامى على حظ نفسه وغض الطرف عن شهوة الانتقام ، فيسجد لذة يلقيها الله تعالى في قلبه يعيش نشوتها مادام حيَّا ، بل ويزيده الله عزا ورفعة ، وقد قال نبينا صلى الله عليه وسلم ( ثلاثٌ والذي نفس محمد بيده إن كنت لحالفا عليهن .... ولا يعفو عبد عن مظلمة يبتغي بها وجه الله إلا ورفعه الله بها ... ) صححه الألباني .

هل يكفي ذلك المتغافل عن زلات إخوته والعافي عنهم والذي نقى قلبه من الحقد والغل تجاههم ، أن فيه خصلة من خصال أهل الجنة ؟ ( ونزعنا مافي صدورهم من غل إخوانا ) فهو في الدنيا قد نزع حظ نفسه من الغل وتأسى بهم ، فحري بأمر الله أن يكون منهم في الآخرة ، ومثل هذا والله وبإذنه سيجد التوفيق والفلاح والنصر والنجاح ولو بعد حين ، فيا - أخي المتغافل عن زلة أخيه راجيا رحمة ربه - سئل النبي صلى الله عليه وسلم ( أي الناس أفضل ) فتأمل معي جوابه ( كل مخموم القلب صدوق اللسان ، قالوا صدوق اللسان نعرفه ، فما مخموم القلب ؟ ، قال : هو التقي النقي لا إثم فيه ولا بغي ولا غل ولا حسد ) صححه الألباني ، فتغافل عن الزلات ، يطب لك عيشك وتجد المسرات

‏‫عبدالله المطيري (سمران)

الآن - رأي: ‏‫عبدالله المطيري

تعليقات

اكتب تعليقك