حارث الضاري ...مازال منها بعلياء !

زاوية الكتاب

كتب 1657 مشاهدات 0

فيصل الشامري

سأنقل شيئاً من سيرة الإمام المجاهد حارث الضاري وقد أستعنت بموقع الإتحاد العالمي لعلماء المسلمين ... الشيخ المجاهد حارث الضاري هو حفيد أحد أهم قادة ثورة العشرين، الشيخ ضاري الحمود، الذي قطع مع رجاله خط الإمداد عبر الفرات للقوات البريطانية، وأوقعها تحت حصار مرير.

كان ضاري الجد حلقة الوصل بين جميع الثوار على اختلاف مناطقهم ومذاهبهم، وكان يتولى تمويل الثورة بالرجال والسلاح والمؤونة، كما كان يمنع الإمدادات البريطانية من المرور عبر الفرات، حيث كانت قبيلته زوبع وهي أحد البطون الكبيرة لقبيلة شمر العظيمة تسيطر على الضفاف الغربية للنهر.

وقد تعرضت قبيلة زوبع، التي يقودها ضاري، لعقوبات انتقامية بسبب مواقفها الوطنية، وعندما حاول مساعد المندوب السامي في لقاء بينه وبين الشيخ ضاري استفزازه وإهانته، سل سيفه وقتله.

وفي العام 1927، صدر عفو عام عن رجال الثورة، ولكن، استثني منه الشيخ ضاري وأبناؤه، وعندما كان الشيخ مسافرا إلى حلب للعلاج، بعد أن اشتد عليه المرض، تعرض لخيانة من السائق الذي سلمه للبريطانيين، وكان في الثمانين من عمره، وتوفي عام 1928 أثناء اعتقاله، بسبب المرض الشديد والإهمال، وكانت جنازته يوما مشهودا في تاريخ العراق الحديث.

الشيخ المجاهد حارث الضاري الحفيد ، كان الأمين العام السابق لهيئة علماء المسلمين في العراق، قد ولد في قضاء أبي غريب التابع لمحافظة بغداد عام 1941،
ويحمل الشيخ حارث الضاري شهادة الدكتوراه في الحديث النبوي، وكان من أكبر المناهضين للغزو الأميركي عام 2003 ولطريقة الحكم الحالية في العراق، خاصة لرئيس الحكومة السابقة المخلوع نوري المالكي.
وفي سبتمبر/أيلول 2004، دعا الضاري كل القوى إلى تبني مشروع سياسي بإسم القوى الوطنية العراقية الرافضة للإحتلال، وحدد المشروع في أربعة أسس، هي: رفض الإحتلال، ورفض التعامل مع نتائجه، مع تبني القوى الوطنية لمشروع إستراتيجي يعمل على إنهائه، والعمل من أجل عراق موحد !!!
وتكريسا للموقف الرافض للإحتلال امتنعت الهيئة عن المشاركة في المؤتمر الوطني العراقي، وأوضح الضاري أن من أهم الثوابت التي حافظت عليها الهيئة عدم المشاركة في تشكيل سياسي أو رسمي طالما ظل الإحتلال موجوداً في العراق، وذلك حتى لا تعطي الهيئة شرعية لوجوده.
ودعا في أبريل/نيسان 2012 الشعب العراقي إلى القيام بثورة شعبية سلمية ضد حكومة نوري المالكي، ووصف حينها رئيسَ الوزراء بالاستبدادي والمغرور، متهماً إياه بالسعي إلى إنشاء دولة الحزب الواحد والشخص الواحد والمذهب الواحد مثلما هو الشأن في إيران، على حد تعبيره !!!
واعتبر حينها أن العراق محكوم لجهتين أجنبيتين هما: الولايات المتحدة وإيران، وحذر من عواقب استمرار الهيمنة الأميركية والإيرانية على بلاده.
كما انتقد سياسات المالكي مشيرا إلى الفساد المالي وارتفاع نسبة البطالة في صفوف العراقيين وتدني مستوى عيشهم، واكتظاظ السجون بالنزلاء لا سيما أهل السنة، إضافة إلى الاعتقالات العشوائية والإعدامات والتهجير.
وخلال توليه أمانتها العامة، أصبحت هيئة علماء المسلمين التي أسسها الضاري عقب الغزو الأميركي للعراق من بين أهم القوى العراقية المناهضة للإحتلال وللعملية السياسية، وكذلك للطائفية ومشاريع الأقاليم الذي دعت إليها أطراف سنية، واعتبرت أنها مشاريع تفضي إلى تقسيم البلاد.
يعتبر الشيخ المجاهد حارث الضاري أحد كبار علماء السنة في العراق، وكان يقيم في العاصمة الأردنية عمّان منذ عام 2007.
توفي الشيخ حارث الضاري في 12 مارس/آذار 2015 بمدينة إسطنبول التركية عن عمر يناهز 74 عاما، بعد معاناة مع المرض.
رحم الله الشيخ المجاهد حارث الضاري رحمة واسعة وغفر له ووالدينا وجميع المسلمين ..
من أجمل ماقرأت من المرثيات في حق
هذا الإمام هي ماسطرها د.كهلان الجبوري سأذكر قطعة من مرثيته الموسومة :

كم ساوموكَ وما نالوا مآربَهُم
وشَوّهوكَ وأنت البدرُ مُكتمِلُ !

سَموتَ بالدِّينِ إذ كنتَ المُلِمَّ بِهِ
إلمـامَ شيخٍ بنـورِ اللهِ مُتَّصِلُ !

حَفِظتَ عهداً وما مالت منازلكم
إذ دَوحةُ العِزٍّ بالأبرارِ تَعتدِلُ !

رَحَلتَ عنا ولم تَرحل مآثرُكم
فَأعيُنُ المَجدِ من عينيكَ تَكتَحلُ !

عليكَ مني سلامُ اللهِ ما هَمَلتْ
دموعُ عبدٍ بجوفِ الليل ِيَبتهلُ !

نعم حارث الضاري مازال منها بعلياء ..
الهاء راجعة إلى الفَعْلَة، أي لاَ يزال مما فعله من المجد والكرم بمحلة عالية من الشرف والثناء الحسن‏ ..
(مجمع الأمثال/الميداني)

الآن - رأي: فيصل الشامري

تعليقات

اكتب تعليقك