عن انتهاك حقوق الإنسان في تكريت!.. يكتب محمد الشيباني

زاوية الكتاب

كتب 709 مشاهدات 0


القبس

انتهاك حقوق الإنسان

محمد بن إبراهيم الشيباني

 

لا أقلل من جرائم «داعش» وانتهاكه حدود الدين والقانون وكل الدساتير الإنسانية التي نادت بالرحمة والمودة وتحريم القتل، ولكن ما حدث ويحدث في تكريت ومناطقها أمر ضجت به منظمات حقوق الإنسان قبلنا، بل الرئيس العبادي نفسه الذي قال بصريح العبارة للجيش العراقي والحشد الشعبي ابتعدوا عن حرق البيوت والاعتداء على المواطنين السنّة، بل الرئيس أوباما نفسه قال: نؤيد الجيش الإيراني في دحر «داعش»، لكن الحشد الشعبي هناك ينتهك أبسط حقوق الإنسان!
هكذا، وفي غفلة أو تعمّد من الإعلام العربي، وعدم نشر أو تصوير ما يفعلونه هناك من جرائم يندى لها جبين الأحرار، وحجتهم أن فيها جيش «داعش» (وهذه الجماعة القذرة معروف من يغذيها ويرعاها)، ولتبرير أفعالهم، أي الحشد الشعبي، وضعوا على جدران البيوت علم «داعش» الأسود، ولتبرير موقفهم مرة أخرى أوقفوا ظهور رجال الدين وأهل العصائب الخضراء في الإعلام حتى لا تنقل وكالات الأنباء العالمية وعامة الناس أن الحرب هناك طائفية، وأنهم إرادتهم بلد صدام حسين وأهله وعشيرته. ونقول لا تزر وازرة وزر أخرى، وقد أظهروا لنا في المحطات العراقية مجموعة جنود حلقوا لحاهم وفي زي عسكري نظيف في التو لبسوه للتصوير! لم تعد تنطوي حيلهم على الإعلام الغربي أو المنظمات الحقوقية أو عامة الناس المتابعين للحرب، فهي حرب مسيئة للطوائف ايا كانت، وقد التقطت الكثير من الأفلام والصور من جنود الحشد الشعبي والجيش العراقي وهم يحرقون البيوت ويعذبون الأسرى في جمع منهم، وكل يضرب ويقطع أوصالهم، وذلك ليؤكدوا مجازرهم.
تذكرت هنا قول أحمد شوقي في شوقياته:
أتيت والنـاسُ فوضى لا تمرُ بهم
إلا على صنم قد هام في صـنم.
والأرضُ مملوءة جورا مسخرة
لكل طاغيةٍ فـي الخلق مـحتكم .
مسيطرُ الفرس يبغي فـي رعيته
وقيصرُ الروم .من كبر. أصـمُ عم.
يعذبـان عبـاد الله. فـي شُبـهٍ
ويذبـحان . كـما ضحيت بالغنم.
والخلقُ يفـتكُ أقواهم بأضعفهم
كالليث بالبهم . أو كالحوت . بالبلم .
هكذا والله تصدق في حالنا هذه الأبيات التي كتبت منذ عقود، فهي عودة للاستعمار وأعوانه، وأن ما سيأتي أكثر شرا مما ذهب ومضى، لأنها الحروب الدينية الفتاكة، وهو ما تشهده الحرب هنا وهناك في عالمنا العربي والإسلامي بل والغربي. والله المستعان.
• سامحكم الله
«يا قوم: سامحكم الله، لا تظلموا الأقدار وخافوا غيرة المنعم الجبار. ألم يخلقكم أكفاء أحراراً طلقاء لا يثقلكم غير النور والنسيم، فأبيتم إلا أن تحملوا على عواتقكم ظلم الضعفاء، وقهر الأقوياء!» (الكواكبي)

 

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك