هل الكويتي أنفع حتى لو كان يضر ؟
شباب و جامعاتإبريل 12, 2015, 10:27 م 609 مشاهدات 0
تحت مسمى الكويتي انفع، انطلقت قبل عدة سنين الحملة التي تدعم المنتجات الكويتية. حتى صار هذا العنوان يشمل كل شيء حتى المواطنين انفسهم. و لكن سؤالنا اليوم هل الكويتي انفع حتى لو كان يضر ببيئته ؟
لقد عانت الكويت معاناة كبيرة في زمن الغزو العراقي عند حرق ابار النفط و التي ما زالت سبباً رئيسيا لارتفاع معدلات الاصابة بالأمراض السرطانية و الربو و الحساسية.
وها نحن نقسو عليها أكثر موسميا من خلال العديد من الظواهر التي تزيد من معاناتها. مثل 'كشتات' البر التي تزيد صحراءنا دماراً تاركين مخلفاتنا و بقايا مخيماتنا و اثار سياراتنا التي تبقى حتى الموسم القادم .. و من ثم يأتي الصيف و نكمل نشاطنا البحري مسيرة العبث بالبيئة و تعكير الشواطئ.
و من احدى هذه الظواهر ظاهرة ازدياد اعداد السيارات التي تسبب الازدحام المروري و عوادمها سبباً رئيسياً في تلوث الهواء و الذي يعتبر اكبر مشاكل التلوث في دولة الكويت حيث ان معدل امتلاك الاسر للسيارات هي 4.3 سيارة خاصة لكل اسرة و هو في ازدياد.
و اذا ما اخذنا بالاعتبار المهملات التي ترمى في الشوارع و خصوصا بعد الاحتفالات و الكرنفالات او حتى المباريات الرياضية، فإن هذا يقودنا الى حقيقة واحدة و هي اننا نحن السبب الرئيسي في ازدياد تلوث البيئة سوءاً يوماً بعد يوم
اذا لو كان الكويتي انفع لبيئته لما احتجنا لهذا العدد الهائل من العمالة الاجنبية التي تنظف شوارعنا من خلفنا و تلملم بقايا طعامنا بعد ان ' ناكل و نمسح ايدنا بالطوفة ' - كما تقول جدتي - فهل فعلاً نحن، انفع ببيئتنا ؟
لا أقول بأن الكويت هي الدولة المثالية التي أتينا نحن لنكون سبباً في دمارها و لكنها عانت من قبل و ما زالت تعاني من التصرفات الغير حضارية التي تزيدها سوءاً بدلاً من ان نحاول الارتقاء بها للأعلى و الافضل و بدلاً من ان ننفع، اصبحنا نضر !!
فيّ محمد نجيب
مقرر تربية بيئية (كلية التربية) - جامعة الكويت
تعليقات