'بيدي لا بيد عمرو' يكتب سعد بن حوفان الهاجري

زاوية الكتاب

كتب 872 مشاهدات 0


كانت الزباء ملكة تدمر ، وكان جذيمة الأبرشي ملكا على الحيرة ، وكان بينهما صراع خاصة بعدما قتل جذيمة والد الزباء و التي قررت بعدها الانتقام وقتل جذيمة ، وكان لها ما أرادت ، إلا أن ابن أخت جزيمة وهو ( عمرو بن عدي ) قرر أن يثأر لخاله ، ووضع خطة لذلك فيها تفاصيل كثيرة لامجال لذكرها تمكن عمرو من أن يدخل ورجاله القصر مدججين بأسلحتهم ، وكانت الزباء قد أعدت لنفسها نفقا للهرب منه ساعة الخطر فلما رأت الهلاك محدقا بها ، أسرعت إلى النفق لتهم بعبوره ، ولكنها فوجئت بعمرو يقف لها عند باب النفق ، فأدركت أن الموت آت لا محالة ، ولم ترض لنفسها أن تقع في الأسر ليفعل بها عمرو ما يريد قبل قتلها ، وكان بيدها خاتم ملأته بالسم لمثل هذا اليوم ، فوضعته على فمها ومصت السم وهي تقول (بيدي لا بيد عمرو) فصارت مثلا .

بالأمس صوت البرلمان الباكستاني على اتخاذ موقف الحياد من ( عاصفة الحزم) وعدم التدخل و المشاركة مع وجود التصريحات السياسية بالوقوف بجانب المملكة (وعاصفة الجزم ) .... أيضا في خطاب للرئيس المصري ذكر فيه أن الجيش المصري لمصر ....العراق الجميع يعلم أنها في مستنقع لن تخرج منه ، وهي إلى هذه اللحظة تحت السيطرة الإيرانية .... سوريا حليفة لإيران .... لبنان ليس لها من أمرها شئ .... دول المغرب العربي غارقة في مشاكلها ومجتمعاتها هشة.

ما أردت بيانه أننا كمنظومة خليجية ليس لنا الإعتماد كثيرا على هذه الدول وأيضا الدول الإسلامية ، لذلك نحن كمنظمة دول مجلس التعاون الخليجي نستطيع صناعة الكثير- بيدنا لا بيد عمرو - لأنه يجب علينا أن نثق بقدراتنا وقدرات شعوبنا ، لأنه من الصعوبة بمكان أن نستمر رهينة سياسة دول تمسي على قرار وتصبح على قرار ، إلى متى دول عربية وإسلامية تستغلنا وتستنزف خيراتنا وتراهن على أمننا ، حيث نستطيع بناء جميع القدرات ( العسكرية و الاقتصادية و السياسية ) إن دول الخليج يجب عليها بعد تجربة ( عاصفة الحزم) ألا تنتظر الشفقة من أحد يجب ألا تسعى إلى كسب ود مرتزق يريد بتصريحه ودعمه أن يبتزنا بأبشع صورة .

إن عاصفة الحزم ليست عملية عسكرية فحسب ، وإنما هي بداية لاستعادة توازن قوى المنطقة في مواجهة إيران التي سعت منذ قيام الثورة إلى السيطرة على المنطقة برمتها بطريق مباشر أو من خلال أتباعها في المنطقة ، لذلك استمرار (عاصفة الحزم) وعدم اقتصارها على القصف الجوي بل الذهاب إلى أبعد من ذلك خاصة أن دول الخليج هي التي تقود المبادرة دون الحاجة للدعم الأمريكي وغيره ، لذلك في هذه الظروف الدقيقة و الحرجة على دول المنطقة التماسك ، وإظهار قدراتها وأنها قادرة على حماية نفسها وأيضا الوقوف في وجه المد الإيراني حتى ولو لم تلق دعما من أي جهة ، للقضاء على الطموحات الفارسية ، وجعلها تعيد حساباتها في خططها التوسعية .

جريدة الشرق القطرية

تعليقات

اكتب تعليقك