لماذا لا يتم تشريع قوانين تعالج شطحات المغردين؟!.. وائل الحساوي متسائلاً

زاوية الكتاب

كتب 419 مشاهدات 0


الراي

نسمات  /  كفى عبثاً

د. وائل الحساوي

 

سألت أحد قيادات المعارضة الكويتية بعد عرض النائب مسلم البراك لوثائق التحويلات البنكية المليارية في ساحة الإرادة، هل تعتقد بأن تلك التحويلات صحيحة؟ فأجابني بأنه متأكد من صحتها، وقد اطلع عليها، فشعرت بالدم يغلي في عروقي وتألمت لما وصل إليه حال بلادي بعد ان اصبحت المليارات ألعوبة في يد القلة من الناس يتحكمون عن طريقها في البلد.

الحمد لله الذي كشف الباطل وأظهر الحق وتبين كذب تلك البيانات التي طبل لها بعض رموز المعارضة وحاولوا زعزعة البلاد من خلالها، فقد جاء تقرير شركة «كرول» وهي من أكبر الشركات العالمية المتخصصة في هذا المجال ليثبت كذب تلك الادعاءات، وبعدم وجود اي حسابات لدى البنك المدعي بالتحويل عليه لأي من الاشخاص الذين وردت اسماؤهم او اشير اليهم في الوثائق التي تناولتها وسائل الاتصال، وجاء التقرير لتبرئة القضاة الكويتيين من تهمة تلقي الرشوة.

وقبلها تبين كذب ادعاءات مروجي الفتنة في ما اصطلح على تسميته «بشريط الفتنة» وتبين بأن الشريط هو عبارة عن تجميع لمقاطع مجتزأة وضعت في غير مواضعها بهدف اثبات مؤامرة على الحكم، وعندما انكشفت تفاصيل تلك الكذبة قام الشيخ احمد الفهد بتقديم اعتذاره عن طريق التلفزيون الرسمي للبلاد ولكن بعد ان فقدنا جريدتين مهمتين وقناة هما الوطن وعالم اليوم وقناة اليوم، وبعد ان قامت الحكومة بسحب جناسي مجموعة من المعارضين، بل وبعد ان تزعزعت ثقة الناس بكل شيء!!

بالأمس تكلم المستشار يوسف المطاوعة - نائب رئيس محكمة التمييز في اتصال مع جريدة «الراي» بحسرة عن هذا العبث الذي يجري في البلاد تحت مسمى المعارضة.

وختم بقوله: «اقول لهم كفى عبثا بمقدرات الوطن ولن نسمح لهم بالاساءة الى القضاء او النيل منه».

وقبل يومين أطلق المستشار فيصل المرشد رئيس المجلس الاعلى للقضاء صيحة استنكار اخرى عبر «القبس» بأن كرامات الناس خط أحمر وبأننا نعاني من انحدار اخلاقي وان الكثيرين لم يستوعبوا الحرية وشدد المرشد على انه لو كان هنالك تشريع للقضايا الالكترونية لاختفى 95 في المئة من هذه الجرائم، واكد انه يجب ألا يكون هنالك أي حساب وهمي في مواقع التواصل الاجتماعي ليشعر الجميع بالمسؤولية.

إن الذين يستميتون اليوم للدفاع عن المغردين ولوم الحكومة على تحويلهم للقضاء، بحجة ان ذلك من حرية الرأي وان الواجب هو الاهتمام بالقضايا الكبيرة بدلا من هذه القضايا التافهة، ان هؤلاء ليخادعون أنفسهم ويخادعون الناس بينما هم يعلمون بأن عظيم النار من مستصغر الشرر وان الحروب جميعها تبدأ بالكلام، فالجاسوسية هي اعظم خيانة للوطن وهي عبارة عن كلام ينقل، والاشاعات التي تنخر في نسيج المجتمع هي كلام، كما قال الشاعر:

جراحات السنان لها التئام

ولا يلتئم ما جرح اللسان

وفي الاسلام فإن الكلمة السيئة تهوي بصاحبها في النار سبعين خريفا وكم نتعجب لماذا لا يتم تشريع قوانين تعالج شطحات المغردين الذين تحول كثير منهم الى مرجفين، وذلك لكي يرتاح المجتمع من تلك الظاهرة الغريبة على مجتمعنا!

لقد آن الأوان لقيادات المعارضة الكويتية ان يبتعدوا عن اتباع كل ناعق وقبول كل كلام يهاجم الحكومة والحكم بحجة طلب إصلاح اوضاع البلاد،وآن لهم ان يتوحدوا على منهج اصلاحي قويم يوحد شتات المجتمع ويستثمر جهوده ويحترم كبيره وصغيره، فهذا هو منهج الاصلاح الذي لا سبيل غيره للنهوض بمجتمعنا.

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك