الزمن الجميل الموعود لن يأتي قريباً!.. بنظر فاطمة البكر
زاوية الكتابكتب مايو 8, 2015, 12:24 ص 472 مشاهدات 0
القبس
وهج الأفكار / الطاحونة
فاطمة عثمان البكر
'>كلما شارفنا على الوصول الى الحدود الهولندية، وكلما لاحت لنا السهول الخضراء المنبسطة، والابقار التي تسرح في هذه السهول، وكلما لاحت لنا تلك الطواحين، وهي تدور بفعل الهواء النقي في فضاء تلك السهول، تبدو الصورة وكأنها «لوحة ربانية»، يعجز كل مبدع عن أن يرسمها بتلك الدقة المتناهية المتكاملة، وتلك الطاحونة التي تدور وتدور في الفضاء الرحب الجميل.
صورة تلك الطاحونة التي تدور.. وتدور، تستدعي صوراً مؤلمة تنام في حنايا الوجدان لعالمينا العربي والاسلامي، للصراعات والتطاحن الذي يدور ويدور لإحقاق الحق، وقد كُتب علينا فيه القتال لاحقاقه، وآخر يعتدي على الحق، بالحرق بالبراميل، والإبادة بالذبح والبطش والتهجير ظلما وعدواناً، حروب مشروعة لإعادة حقوق مشروعة، وبطش يفتك بتلك الحقوق بشراسة لم يسبق لها مثيل، وقودها الناس والحجارة، ونزوح من كل حدب وصوب، بحثاً عن النجاة.
واقع صعب يشهده العالم اليوم، وقد كتب علينا ان نعيش هذا الزمن الصعب بأحداثه، بمكاسبه. واقع صعب سيسجل التاريخ المعاصر فيه، في سجله الخالد الذي لا ينافق احداً، ولا يراوغ احداً، سجل امين يسمي الاحداث بأسمائها ومسمياتها المختلفة، بشخوصها بغرائبها وعجائبها ومفارقاتها، والتاريخ ان حكى يوماً وان بكى وشكا فالكل سيقف شاهداً على احداثه. حزننا اليوم كبير وعميق، حزن اصبح طاغياً، وظلاله باتت اشبه بالغيوم الكثيفة، فهل يا ترى هو ايذان بولادة عالم جديد يولد من رحم المآسي والاحزان؟ صوبنا انظارنا الى تلك الطاحونة الجميلة في تلك السهول الجميلة والى المرابع الخضراء، وهناك ظلال من صور بعيدة تغشى ابصارنا الى تلك المراجع الحمراء الدامية. صور مؤلمة، محزنة، قاتلة، نستبعدها عن انظارنا، كلما لاحت لنا في الافق، لنصوب انظارنا الى الآفاق الجميلة الرحبة، زادنا الأمل بالغد، والزمن الجميل الموعود والحسرة كل الحسرة في ان ذلك الزمن الموعود لن يأتي قريباً!
تعليقات