مقترح تغليظ عقوبات المشاجرات!.. بقلم خالد الجنفاوي

السياسة

حوارات  /  وزارة الداخلية وتغليظ عقوبات المشاجرات

د. خالد عايد الجنفاوي

 

أثني على جهود وزارة الداخلية في مكافحة ظاهرة المشاجرات في الأسواق والأماكن العامة, او ما يطلق عليه بعض المتخصصين “العنف المجتمعي”, وأتمنى في هذا السياق تغليظ عقوبات المشاجرات لأنها تتناقض مع السلم الاجتماعي, فتكريس ثقافة احترام القانون والتأكيد على أهمية الامتثال لأوامر رجال الأمن المخلصين يعتبر أحد المنطلقات الأساسية لمكافحة العنف والمشاجرات. وترتبط مكافحة العنف بكل أشكاله وانواعه بتكريس روح المواطنة الحقة التي تدعو للالتزام بالمسؤوليات والواجبات الوطنية بهدف ترسيخ ثقافة المجتمع السلمي.
ولقد ناقشت في مقالة سابقة, نشرت في هذه الصفحة, بعض أسباب انتشار العنف في المجتمع, ومنها على سبيل المثال ما يبدو تقليل البعض من قيمة المجادلة المنطقية والهادئة وأساليب الاقناع والحديث اللين والمحترم مع الطرف الآخر واستبدالها بتفخيم وتضخيم الشخصية الرجولية المبالغ بها وربطها بالقوة الجسدية فقط! وأعتقد أن أحد الأسباب الأخرى التي تؤدي إلى انتشار العنف والمشاجرات في أي مجتمع هو وجود بيئات أسرية مضطربة يشيع فيها الاستبداد بالرأي والتعامل اللفظي والجسدي القاسي مع صغار السن, فمن ينشأ في بيئة أسرية عنيفة تفتقد الوعي المناسب حول أساليب التربية الايجابية ربما سيتعود على ممارسة القسوة (Cruelty) ضد من هم أضعف منه.
الطفل العنيف يمارس التنمر المدرسي, ويتعامل بقسوة مع الحيوانات, ويخرب الممتلكات العامة, ويشتم ويلعن اقرانه, وربما سيتحول بعض هؤلاء إلى أزواج يقسون على زوجاتهم وأبنائهم لاحقاً, بل لا أرى أنني أبالغ إذا جادلت أن السلوكيات والتصرفات اللاحقة التي تشكل شخصية الفرد يشكلها غالباً نمط التربية الأسرية التي خبرها عندما كان صغيراً في السن, ومهما كانت الأسباب الاجتماعية أو النفسية لظواهر المشاجرات والعنف وعدم الالتزام بالقانون أو عدم الامتثال لأوامر رجال الأمن المخلصين, جدير بالجهات الحكومية المختصة كوزارة الداخلية و»الشؤون« والتربية مكافحة ظاهرة المشاجرات والعنف عبر التأكيد على دور الاسرة في تكريس التعامل الإيجابي مع الآخرين.
لا يوجد ما يبرر المشاجرات والعنف الذي يمارسه البعض, فنحن في الكويت نعيش في دولة القانون والمؤسسات, وحري بعضو المجتمع الالتزام بالقانون والامتثال لأوامر وإرشادات وزارة الداخلية ورجال الأمن المخلصين, فهم المعنيون بحماية أمن المجتمع. وحري بالجهات الحكومية المختصة مكافحة ظاهرة المشاجرات عبر التأكيد على دور الاسرة في تكريس المواطنة الحقة والايجابية في المجتمع. يبقى تغليظ عقوبات المشاجرات أحد الخطوات الأولية لردع هذه الظاهرة السلبية.