إلى متى يستمر العقل العربي بإنتاج الدماء؟ - أنور الرشيد متسائلاً

زاوية الكتاب

كتب 629 مشاهدات 0


الذي يتابع الحالة العربية ويقرأ تاريخها يكتشف بسهولة تكرار تجاربها المريرة رغم كل المآسي التي تُخلفها ، فهي منذ الأزل تنزف دماً ، تارة باسم الفتوحات وأخرى باسم الدفاع عن المقدسات وغيرها باسم درء المفاسد وهلم جرا من أعذار لم توقف نزيف الدم العربي الذي يُسفك في مدن وصحاري بني يعرب .
 
قد تكون حروب الماضي بالسيف والخنجر تؤذي أو تقتل المتحاربين ، ولكننا في هذا الزمن الحروب تدمر مجتمعات لاحصر لها وأسلحة فتاكة كيماوية ورصاص ومدافع وهاونات وكاتيوشا وقصف طائرات وحروب عن بُعد تُطلق حممها على مدنين عزل لادخل ولاذنب لهم أساساً في هذه الحرب أوتلك إلا أن حضهم العاثر أوجدهم في الزمان والمكان الخطأ.
 
اليوم من يدفع ثمن هذه الحروب هو المواطن العربي المسكين وليس أمراء الحروب التي تنتشر على البساط العربي العريق ، لذلك لافائدة منها ولن تُحقق النصر لأي طرف يخوضها أو يشنها ، ففي حروبنا الجميع خاسر ولا منتصر بها فالمنتصر ينتصر على من ؟ على عربي مسلم !!! هذا ليس انتصار وإنما تدمير ذاتي بكل ماتعنيه الكلمة ، فالاستبداد لايبني مجتمعا سليما وسلمي وإنما مجتمع تجتاحه الحروب والقتل والدمار وهذا ما هو حاصل أصلاً في ربوعنا العربية التي لم تسلم منها رقعة لايوجد بها جريح أو مُصاب وأقل مافيها مُعتقلي رأي وضمير هذا المجتمع العربي الطيب في المنطقة اليوم ، لذلك أدعو إلى تشكيل مجموعة سلام عربية أو على الأقل خليجية من شخصيات ومؤسسات تنشد السلم والسلام وتطرح مبادرات تُفضي لانتزاع فتائل الحروب التي تولد لنا حروب ، لقد آن أوان ارتفاع صوت العدل والسلام والحق  ، فسكوت المُنظمات والشخصيات والمؤسسات العربية والخليجية هو بحد ذاته مشاركة بتدمير ماتبقى من الشخصية العربية التي أنهكتها الحروب والظلم والاستبداد ، لقد آن الأوان أن نقول كلمة الحق بأن الأنظمة العربية هي التي أنتجت لنا هذا الواقع البائس والذي جعلنا كأمة عربية في آخر قوائم شعوب العالم ، فمن يشاهد الشعوب الأفريقية والآسيوية والجنوب أمريكية ويقارن أوضاعها بأوضاع العرب يخجل القلم حقيقة من ذكر هذه الحقيقة بينما لازالت أنظمتنا مستمرة بحروبها سواء ضد شعوبها أو ضد خصومها .
 
فهل بالفعل لاترتقي الشعوب إلا بدمائها؟
 
يمكن ينطبق ذلك على الشعوب الأخرى ولكن على الشعوب العربية وأنظمتنا فلا أعتقد بعد تجارب قرون طويل من الاستبداد وسفك الدماء ، فَلَو كانت شعوبنا وأنظمتنا تتعلم من تاريخها  وتجاربها لما أدمنت على تكرار أخطاءها ، فهي على مايبدو قد أدمنت سفك وشرب الدماء العربية التي حرمها الله.
 
فهل نرى في القريب جماعة سلام عربية؟
هذا ما ننتظره.
كتب - أنور الرشيد

تعليقات

اكتب تعليقك