سامي الخالدي يدافع عن عمران وينتقد رابطة الأدباء

زاوية الكتاب

كتب 1005 مشاهدات 0


ظاهرة الدكتور عمران! مساء يوم الأربعاء الماضي وصلتني رسالة تلفونية تقول: «زملائي الكرام، أنا الآن معتقل في مركز الوعي لتطوير العلاقات العربية - الغربية في منطقة السرّة بسبب حوار دار بيني وبين السفير البريطاني، أخوكم الدكتور عمران قراشي»! انتهت الرسالة. وبعد الاستفسار تبيّن لي أن الدكتور ممتعض من استمرار احتفاظ وزارة الداخلية بجواز سفره من دون وجه حق، وهو أمر بات يزعجه كثيراً وأصبح هماً كبيراً يحمله على عاتقه ليفضفض به في معظم الدواوين والمنتديات التي يزورها هذه الأيام! وهنا أتساءل، ما هو الخطر الكبير الذي يهدده الدكتور عمران لأمن البلد، والذي استنفرت الحكومة على أثرها لتسحب جواز سفره ولتمنعه من السفر إلى الخارج؟ وتحت أي بند قانوني أو استناداً إلى أي حكم قضائي تم هذا الإجراء الحكومي في حق مواطن كفل دستور البلاد حقه في التعبير عن رأيه وأيضاً حقه في السفر والتنقل؟ هل هو متهم بارتباطه بدوائر استعمارية خارجية شرقية أو غربية؟ أم أنه متأثر بقوى وأحزاب إرهابية خارجية تحركه بالريموت كنترول؟ فكل ما يفعله هذا المواطن الذي تعلم الحكومة أنه يمثل نفسه التي بين جنبيه فقط، هو المشاركة الفاعلة في نشاطات مؤسسات المجتمع المدني والتعبير في بعض الأحيان عن رأيه بطريقته الخاصة التي أحسب أنها لا تخرج عن نظم الدولة وقوانينها كما تفعل - وللأسف الشديد - بعض وسائل الإعلام المحلية، ولا يؤجج الفتنة التي تساهم في شق صف المجتمع كما يفعل بعض من أصحاب الرأي من كتاب الزوايا في الصحف المحلية، ولا يتحدث بلغة تمزق المجتمع إلى فئات وجماعات كما هو سلوك بعض نواب المجلس اليوم، بل كل ما يفعله الدكتور عمران هو التعبير عن وجهة نظره مدافعاً عن الحريات نابذاً للظلم، وهذا واجب شرعي قبل أن يكون وطنيا على كل إنسان معتقد بالإسلام ومخلص لتراب هذا الوطن. فطريقة الدكتور عمران لم تخرج عن استخدام لسانه لإلقاء كلمة في منتدى هنا أو ارتجال مداخلة في مؤتمر هناك أو التعليق على متحدث في ديوان ما، وبعض الأحيان يغير آلة التعبير ليحمل بين يديه «ورق حائط» يكتب عليه بعض الكلمات التي تعبر عن موقفه من قضايا الشأن العام! وأحسب أن هذه الأعمال لا تمثل إلا لغة حضارية وأسلوبا عاقلاً يدل على التزامه بقانون بلاده! لذا، فإن سعة صدر أجهزة الداخلية في الدولة مطلوبة، واستمرار حفظ جواز سفره من دون أي مبرر قانوني غير مقبول بتاتاً، بل أجد أن هذا التصرف هو السبب الأساس وراء أي خطوات تصعيدية يقوم بها الدكتور عمران حتماً لن يكون آخرها الموقف المحرج الذي تعرض إليه السفير البريطاني في «السرة»! رابطة الأدباء شطب عضوية الأستاذ محمد السعيد، مدير ورشة السهروردي الفلسفية من رابطة الأدباء، بقرار من مجلس الإدارة الجديدة، لا لأنه عضو غير فاعل أدبياً، ولا لأنه بعيد عن جسم الرابطة، بل كل ذنبه أنه استمر في قيامه بمحاضرات أدبية للجيل الجديد في الرابطة! ويكفي أن يعلم وزير الشؤون الاجتماعية والعمل أن شطب العضوية هدفها إيقاف هذه الورشة الأبية التي تجاوز عمرها الأربعة أعوام، في وقت لم يتجاوز عمر مجلس الإدارة الجديد في الرابطة أقل من أربعة أشهر! أكاديمي كويتي
الراي

تعليقات

اكتب تعليقك