سر تأخير النصر في سوريا؟!.. بقلم محمد الشيباني

زاوية الكتاب

كتب 1016 مشاهدات 0


القبس

تأخير النصر!

د. محمد بن إبراهيم الشيباني

 

بعد الانتصارات التي حققتها الجماعات الجهادية المعتدلة واتفاقها بعضها مع بعض ضد عدو واحد وهو النظام السوري ومن يدعمه ويعاونه، بدأت اليوم تحاك المؤامرات ضدها، بل شن التحالف القصف على مواقعها وبطائرات من دون طيار حتى راح ضحيته قادة ميدانيون كان لهم الفضل - بعد الله - في الانتصارات الأخيرة في جسر الشغور والمشفى وغيرهما، وهو التقدم إلى مناطق أخرى!
استهداف طائرات التحالف بقيادة أميركا قد بات واضحاً، فغرضها من وراء ذلك بقاء نظام الأسد إلى أطول مدة، وربما إعطاء الحرس الثوري الإيراني وحزب الله من تمكين هذا النظام، لا سيما أن نصر الله قد أعلن النفير العام أو الحشد الكبير لذلك! والمؤسف أننا لا نرى طائرات التحالف تقصف أماكن تواجد داعش أو حزب الله في الشام مع أن أماكنهم معروفة ومرصودة!
على أي حال، لقد تشتت الشعب السوري شذر مذر في كل مكان، حتى البحر كان له نصيبه منهم في الغرق، النساء والرجال والصغار والكبار.
إنه المخطط الدولي أو قل العبث الدولي واللعب بأجساد البشر، تارة بالبراميل المتفجرة، وأخرى بالنزوح المؤدلج، وأخرى بإنشاء معارضة لا تهش ولا تنش يلعب بها كما يلعب بحطب الدامة أو الشطرنج، اذهبوا شرقاً.. اذهبوا غرباً، والشعب في شتات وذبح بأنواع الأسلحة، وما من اعتبار للآدمية أو أمم متحدة تفتش وتعطي تقارير فتنذر وتحذر وتظهر مدى الجرم المرتكب بالناس هناك، أين أنتم معشر العرب مما يجري؟ لماذا هذا السكوت الطويل المطبق عليكم ومنذ أربع سنين؟ هل أصبحت مناظر القتل والتعذيب وهدم البيوت على أهلها كشرب الماء وأكل الأكلة عندكم؟ أم أصبحت عادة من العادات الذميمة التي لا يستطيع صاحبها أن يتخلى عنها، وصارت طبعاً من طباعه، وصفة من صفاته التي يعرف بها بين الناس؟!
أقول: إن كل ما يحدث هناك وفي غيرها من ديار العرب من كوارث وطغيان بعض الحكام والأنظمة ليس بخارج عما اقترفته أيدي الناس وكسبته، ولعله التمحيص والنخل والغربلة إلى أمة جديدة وفجر مشرق وأمل جميل.
.. والله المستعان.
• الأشرار
«من صحب الأشرار وهو يعلم حالهم كان أذاه من نفسه».

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك