عن دولة 'الحياد الإعلامي'!.. يكتب ناصر المطيري

زاوية الكتاب

كتب 1232 مشاهدات 0


النهار

خارج التغطية  /  سلطنة عمان دولة 'الحياد الإعلامي'

ناصر المطيري

 

هناك علاقة عشق بين قلمي وسلطنة عمان حيث أجد مداد الفكر يسيل بشهية ونهم للكتابة حول الشأن العماني ليس لشيء سوى انبهاري بالحياة العمانية بجوانبها المختلفة حيث تتفرد السلطنة بالانصهار الوطني للمجتمع العماني بعيداً عن التفرعات العرقية والقبلية وبمنأى عن التجاذبات الدينية والسياسية فتشكل في عمان نموذج حضاري ليس له نظير في منطقة الخليج.
سياسة السلطان قابوس بن سعيد سحبت البساط من تحت ارجل المتعصبين والطائفيين، فلا تسمع صوتا نشازا يضرب على وتر الطائفية والتعصب، لكل مذهب مكانة في الدولة، ولكل اتباع مذهب مكان في بناء الدولة، لذا نبذ الشعب العماني بمعظمه التعصب والتطرف.
هذا الواقع الاجتماعي المُعاش أعطى سلطنة عمان طابعها وخصوصيتها اللذين يستمدان من تاريخ السلطنة جذور التعايش المذهبي السلمي ومشاعر الولاء العفوية الصادقة للوطن والقيادة.
فتاريخ العمانيين زاخر بالعزة والكرامة والقوة، فالعمانيون طهروا الخليج العربي من الوجود البرتغالي، من دون أن يستعينوا بقوى خارجية على عكس الفرس في أهم معاركهم ضد البرتغاليين إذ استعانوا بقوى خارجية، وذلك منذ ايام الإمام ناصر بن مرشد اليعربي الذي وحد القبائل العربية تحت حكومة مركزية قوية الى عهد سيف بن سلطان الذي طهرها تطهيرا كاملا.
والعمانيون وصلوا بسفنهم في القرن السابع عشر الى اميركا، وقبل مئة سنة الى سواحل الصين الجنوبية، وفي مدة سبعة اشهر قطعوا 7000 ميل، وأعادوا التجربة بالسفينة نفسها قبل سنتين وساروا بها في الطريق نفسها واستقبلهم الصينيون استقبالا رسميا عند وصولهم.
العمانيون لم يستعينوا بأحد عندما واجههم الإعصار، ولم يقبلوا بأي مساعدة من احد حتى سماهم أحد السياسيين بدولة «الحياد الإيجابي»!
في هذه المرحلة الخطيرة التي تمر بها المنطقة من تناحر طائفي وتطرف ديني من الأحرى بدول الخليج الاقتداء بالنموذج العماني في التسامح والتعايش الاجتماعي السلمي والحياد الايجابي السياسي، ومالم يتم ذلك بوعي وقناعة واتخاذه نهجاً وممارسة فعلية تعيد الشعوب الخليجية للانضواء تحت المظلة الوطنية وإلا فإن خطر الوجود لدولنا يتجاوز الحدود..
وعودٌ على بدء أقول كتبت عن سلطنة عمان الشقيقة كثيرا وسأكتب أكثر إلى آخر حدود العشق بقدر عشقي لشعب ودود عاشرت الكثيرين منهم فعرفت فيهم المواقف الناضحة بالرجولة، وجدت صدورهم تتسع للقادم باتساع سواحل عمان من مسقط إلى صحار، وجوه مستبشرة وقلوب طيبة.. وباختصار حب عمان له على القلوب «سلطان».

النهار

تعليقات

اكتب تعليقك