أبواب الدولة مفتوحة على أوسعها لاستقبال الشكاوى!.. بنظر عبدالعزيز الفضلي
زاوية الكتابكتب يونيو 3, 2015, 12:42 ص 449 مشاهدات 0
الراي
رسالتي / المناهج التكفيرية.. وخطيب الفتنة
عبدالعزيز صباح الفضلي
مع كل وزير تربية جديد يثير بعض الكويتيين مسألة المناهج التكفيرية في كتب التربية الإسلامية التابعة لدولة الكويت.
وعلى الرغم من أنه في كل مرة يتم الرد على تلك الشبهات ويقتنع به المسؤولون، إلا أن البعض يصر على تكرار المحاولات مرة بعد أخرى!!
ولعل من آخر تلك المحاولات ما انتشر من مقطع فيديو لأحد الخطباء المعممين من على المنبر وهو يثير المصلين حول مسألة التكفير في مناهج التربية، وأنها تدعو للتطرف والإرهاب وإراقة الدماء.
ويدّعي أن هذه المناهج التي تدرس التوحيد وتتحدث عن نواقضه إنما المقصود بها أبناء طائفة بعينها، وأن هذه المناهج تكفرهم ومن ثَمَّ تستلزم إباحة دمائهم!!
وبما أنني موجه للتربية الإسلامية ومطلع على هذه المناهج عن قرب يمكنني الرد على هذه الشبهات بما يلي:
1- أولا من المعلوم بأن من واجب الدولة أن تربي أبناءها على العقيدة الصحيحة وفي مقدمتها التوحيد الخالص لله تعالى «فمَن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملاً صالحاً ولا يُشرك بعبادة ربه أحدا»، ومن الواجب أن يتم توضيح ما يخدش هذا التوحيد أو يناقضه أو يخالفه من أقوال أو أفعال، وهذا ما تم من خلال منهج وكتب التربية الإسلامية.
2- أن بيان العقيدة الصحيحة في المناهج لا يخضع للآراء أو الاجتهادات الشخصية وإنما ينقل من الكتب والمراجع المعتمدة من قبل وزارة التربية.
3- تتحدث الكتب عما يخدش التوحيد أو يناقضه وتبين الحكم الشرعي دون الإشارة أو الحديث عن طائفة أو فئة، ولذلك فالكلام عام لم يخصص أحداً.
4- القول بتكفير شخص معين أو خروجه من الملة إذا أتى بعمل كفري، لا يكون على الإطلاق وإنما له شروط، وقد راعت كتب التربية الإسلامية عدم التساهل في مسألة تكفير المعين.
5- استنبط الخطيب بأن التكفير يستلزم إباحة الدماء، وهذا الحكم على إطلاقه كلاما مردودا بلا شك، فالله تعالى أمرنا أن نحسن التعامل مع غير المسلمين من غير المقاتلين بقوله «لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين» ومئات الآلاف من غير ملة الإسلام يعيشون في بلاد المسلمين فهل سمعتم عن أحد يطالب باستباحة دمائهم؟!، وقد علق الخطيب للأسف على أن هذه الأحكام تدفع إلى الكراهية واستباحة الدماء بين أبناء الشعب الواحد!
6- الخطيب يزعم أن مناهجنا هي التي تخرج المتطرفين والإرهابيين، وهي مزاعم تحتاج إلى دليل وإلا ردت على صاحبها، فهل سمعتم يوماً أن شخصاً واحداً ممن يحمل فكر التكفير أو التطرف قد نسب حمله لهذا الفكر بسبب ما قرأه في الكتب الدراسية؟!
7- يتبنى التوجيه الفني لمادة التربية الإسلامية المنهج الوسطي وهو الذي تحرص الدولة على غرسه في نفوس الأبناء، ومن يقرأ الكتب الدراسية يجد فيها الدعوة إلى الاعتدال ونبذ التطرف وحسن التعامل مع الطرف الآخر وتقبل وجهات النظر.
أخيرا أتساءل: ما الحكمة من إثارة هذه المواضيع على المنابر؟، وما الفائدة من تأليب المصلين؟، وإثارة روح العداء على الدولة ومسؤوليها؟، وهل الأوضاع الخليجية والإقليمية والدولية تحتمل مزيدا من إشعال وقود الفتن؟
ألم يكن الأولى بهذا الخطيب أن ينقل ما لديه من ملاحظات على المناهج إلى المسؤولين عبر الوسائل المتاحة، ونحن نعلم أن أبواب الدولة مفتوحة على أوسعها لاستقبال الشكاوى؟، أليس من الأولى الحرص على ما يعزز الوحدة الوطنية، وينبذ النعرات الطائفية؟
هي رسالة أخاطب بها العقلاء لعلهم يتدبّرون.
تعليقات