وجه الارتباط بين 'طالبان' و'داعش'!.. بقلم وائل الحساوي

زاوية الكتاب

كتب 590 مشاهدات 0


الراي

نسمات  /  'داعش'.. نسخة مكررة من 'الطالبان'!

د. وائل الحساوي

 

سألت الرجل الحكيم: لقد احترت واحتار العالم كله بحقيقة «داعش»:

من اين أتى، ومن وراءه، وماذا يريد ؟!

قال الرجل الحكيم: ارجع بذاكرتك يا بني الى ما بعد انتهاء المعضلة الافغانية وانسحاب الروس وهيمنة الجماعات الاسلامية على افغانستان هل تذكر ماذا جرى ؟!

قلت له: نعم، لقد حدثت نزعات مسلحة بين تلك الجماعات وتصفيات دموية وفوضى خلاقة. قال: صدقت، وفجأة خرج لنا مجموعة من الشباب الافغان المغمورين اطلقوا عليهم اسم الطالبان، ودعمتهم الحكومة الباكستانية ثم سلمتهم السلطة في افغانستان، وبذلك قضت على نفوذ جميع القيادات الافغانية العريقة !

لقد رفع الطالبان شعار الاصولية الاسلامية وتمسكوا بالشعارات الاسلامية وحاربوا جميع مظاهر التقدم بحجة مخالفتها للاسلام، واقاموا العدل بين الناس وحاربوا الفساد، وبذلك تم كنس جميع الاحزاب التي تسببت بالصداع للدول الغربية !

قلت له: كلامك صحيح، ولكن ذلك البديل تسبب بالصداع للولايات المتحدة ما اضطرها الى تقويض افغانستان على رأس اهلها واسقاط حكم الطالبان، وما زالت حركة الطالبان تسبب صداعاً مزمناً للغرب وعاملاً من عوامل عدم الاستقرار في المنطقة !

قال الرجل الحكيم: ومن قال لك بأن الغرب حريص على الاستقرار في المنطقة! ان همه الاول هو الهيمنة على المنطقة واستنفاد ثرواتها حتى ولو اضطر لاشعال بعض الحرائق فيها بهدف الهيمنة، فالفوضى واهدار الدماء لا تعني له شيئا.

قلت له: وما وجه الارتباط بين «الطالبان» و«داعش» ؟!

قال: تعمدت الدول الغربية عدم حل المشكلة السورية واهمالها واطالة امد النزاع لأن ذلك في مصلحة الكيان الصهيوني الذي لا يريد اي تغيير في المنطقة يهدد مصالحه، فهو لن يجد مثل بشار الاسد الذي يحمي مصالحه ويحارب اعداءه بالنيابة عنه، فقد قام بتمزيق الفلسطينيين واشعل بينهم الحرائق ودخل لبنان ليطرد قياداتهم، وسعى الى تدمير لبنان وقتل القيادات الوطنية فيه، وفعل وفعل! لذلك فقد صرح الكثير من المسؤولين الاميركيين الكبار بأن هدفهم في سورية هو ان تصفي القوى المتناحرة بعضها بعضا وتوقع اكبر دمار في سورية في ما بينها من اجل اطالة امد الحرب وتدمير البنية التحتية وارجاع البلد مئة سنة الى الوراء، فالبشر كما قلت لك لا اهمية لهم والمهم هو تحقيق المصالح الغربية وقبلها مصالح الكيان الصهيوني !

فوجئ الغرب بتقاطر الشباب المسلم من كل مكان للدفاع عن الشعب السوري وتغييرهم للمعادلة واحياء روح الجهاد بين الناس، فعاد الغرب بذاكرته الى افغانستان وقرر اقامة كيان جديد بنفس مواصفات الطالبان من الهمجية والتشدد باسم الاسلام، وكان له ما اراد! قلت له: ولكن لماذا يعلن الغرب الحرب على «داعش» ويؤسس التحالفات العسكرية لهزيمته ؟!

قال الحكيم: اما بالنسبة لإعلان الحرب على «داعش» فقد تبين بوضوح بأنها مسرحية ممسوخة وان النظام السوري ينسحب من مناطق شاسعة ويسلمها لداعش، وان قوات التحالف تضرب كل شيء عدا قوافل «داعش» في سورية، بل ان تدمير «داعش» لسجن تدمر الذي يعتبر اكبر شاهد على جرائم النظام السوري ليس إلا تمثيلية سخيفة لا تنطلي على أحد !

وللحديث بقية بإذن الله

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك