قطع الأعناق ولا قطع الأرزاق!.. يكتب محمد الشيباني

زاوية الكتاب

كتب 1648 مشاهدات 0


القبس قطع الأعناق.. ولا قطع الأرزاق! د. محمد بن إبراهيم الشيباني كبيرة وفساد عريض بين بني البشر، من يسعى ــ وبكل ما أوتي من جهد ومنصب ووجاهة وغيرها من المناصب الدنيوية الخربة ـــ في أن يكون سبباً في قطع رزق «فلان» من الناس، وهو يعلم أن ذلك طغيان وفجور بالغ في الخصومة، كما قالت العامة: «قطع الأعناق ولا قطع الأرزاق»، والمؤسف أن يكون ذلك بين من هم من تأخذ منهم العامة دينهم واستشارتهم ونصحهم وإرشادهم! ليس واحداً فقط من الذي يبلغني أمر من يقوم بتلك الأفعال من بعض المشايخ وحملة الدكتوراه من الذين «تخب» عليهم «بشوتهم» من الذين يمشون على الأرض كالطواويس في خيلاء غير متناهية، أنستهم أنفسهم الأمَّارة بالسوء من هم، بل هم كثير! لو يعلم هؤلاء، وقد علموا أن من تكُ هذه صفاته، أنّ فوق كل ذي علم عليماً، وفوق كل قوة قوةً، وفوق كل بأس بأساً أكبر منه، لما تكبروا وظلموا وتجاوزوا حدودهم البشرية في الإعانة على أذية الخلق في حياتهم ورزقهم وسعيهم. ألم يعلم هذا الصنف أن لله أيامه في المتكبرين، الظالمين، الطاغين؟! خسران ووبال كبير، وهؤلاء إذا جاء ذكرهم في المجالس قالوا فيهم: أعوذ بالله من هؤلاء ومن تكبرهم وتسلقهم على حقوق الناس في كل شيء، حتى إذا لم يقدر هذا الصنف على كل ذلك حرّض على قطع أرزاق من يقف في وجهه من أقرانه أو من سبقه إلى ذلك المكان، يطيح به حتى لو كان ذلك زورا وكذباً! وكل ذلك نابع من حسده لغيره، لأنه يفوقه علماً، وجهداً ونشاطاً وسمعة، وخبرة. لماذا لا يكون التجرد من مظالم الناس ديدن هؤلاء، والتواضع والبشاشة والبشر للزملاء والأصدقاء والخلان والأقران والإخوان شعورهم الصافي الخالي من كل تلك الأدران؟! هذه دعوة لهم، وإشفاق عليهم، لعلهم يتداركون أمرهم ووضعهم وحالهم التي وصلوا إليها، فالناس يراقبون، ولهم أعينهم ويسمعون وتأتيهم الأخبار أولاً بأول. أليس الأولى، وهم في وضعهم الديني الذي وضعوا فيه، وهم في منة من الله، وفضل، أن يكونوا في أفضل مراتب التواضع وأحسن السيرة وأن يترفعوا عن هذه السفاسف والترهات؟! إلا أن يكون ذلك طبعهم، ولم يتأثروا بما يتلون من آيات الله آناء الليل والنهار على الناس، فتلك مصيبة لا شفاء لها، فيكونون بذلك كالشمعة التي تضيء للناس فتحترق، أو هم في ذنب لا يطمع صاحبه في غفرانه!! .. والله المستعان. • المشفوح: «عمره ما تبخر تبخر واحترق».
القبس

تعليقات

اكتب تعليقك