داعش تمرُق مِنَ الإنسان!
زاوية الكتابكتب صالح المزيد يونيو 7, 2015, 3:48 م 1683 مشاهدات 0
مصطلح الإرهاب من المصطلحات التي أخذت جدلاً واسعاً بالوسط السياسي والدولي من حيث التعريف لاسميا بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر، فالإرهاب يُعَرف عندي هو الفكر العنيف والأفعال الدموية وترويع الآمنين وقتل الأبرياء العُزل دون أسباب واضحة وجليه، فداعش تمُرق من الإنسان لأن عملها الإرهابي وحشيّ خارج عن الإنسانية، لاحظ أخي القارئ لم أقول داعش تمُرق من الدين لأن جميع الأديان السماوية ترفض هذا الفعل الداعشيّ الإرهابيّ، فبعض الناس يلبِس التهمة للدين الإسلامي الحنيف، وهذهِ تمهة تُرد الى قائلها وتقطع دابرهُ لأنهُ جاهل!، فدين الله الإسلام واضح وجليّ، ومن لم يفقههُ عليه مراجعة أهل الذكر والعِلم والدراية ليتعلم ماهية الدين، فالإسلام والمسلمين يتبرأون من هذا الإرهاب الذي يقتل الإنسان البريئ الذي كف شرهُ عن الناس اصلاً سواء كان هذا الإنسان مسلماً أم كافرا!
واستشهد هُنا بكلام المستشرق غوستاف لوبون الذي انصف العرب والدين الإسلاميّ وقال 'الحق ان الأمم لم تعرف فاتحين متسامحين مثل العرب ولا ديناً سمحاً مثل دينهم'
إذاً من هم تنظيم الدولة الإسلامية ما تُسمى بـ 'داعش'؟، داعش حركة يُحكم عليها بمنطلقاتها الفكرية و بتحركاتها الميدانية!، من حيث الفكر فهم يكفرون المسلمين ويستبحون دمائهم وقتلهم، والإنسان البريئ يقتل فقط لأنه غير مُسلم وان كان هذا المقتول البريئ كاف شرهُ عن الناس!، فإذاً داعش فكرهم فكر الخوارج الضالين الذين سعوا فالأرض فسادا! وهذا منافٍ لتعاليم الإسلام والدين!
ومن حيث تحركاتهم الميدانية فداعش تقتل الثُوار والمجاهدين في سوريا الذين يُواجهون الطاغية بشار الأسد، وثمة أمر غريب!! ان البراميل والمتفجرات التي يلقيها بشار على الشعب السوري المنكوب وعلى الثُوار لا يلقيها ابداً على مواقع داعش!!، وفي العراق حينما اندلعت ثورة الأنبار على المالكي الصفوي الطائفي دخلت داعش بالعراق والجيش العراقي النظاميّ سلم لهم المناطق تسليماً وبدون أي مقاومة تذكر، وداعش غَنَمت الأسلحة التي تركها الجيش العراقي الهارب!، وما حصل مؤخراً في الرمادي بالعراق كان واضحاً جدا، بل وزير الدفاع الامريكي كارتر قال 'الجيش العراقي غير جاد بمواجهة داعش الإرهابيه'!
لاحظ معي اخي القارئ داعش دخلت سوريا لتُشيطن الثورة السورية وتساند بشار الطاغية، وداعش دخلت العراق لتُشيطن الثورة العراقية على النظام الطائفي الصفوي العراقي وليكسب النظام العراقي تعاطفاً دولياً لمواجهة الإرهاب! وهذا ما حصل فعلاً فتم إنشاء تحالف دولي لاربعين دولة بقيادة أمريكا!، وهذا التحالف الدولي يقصف الإرهابيين وبعض المجاهدين ولا يقصف الطاغية بشار الاسد رأس الإرهاب ، وفي العراق يقاتلون داعش ولا يقاتلوا الحشد الشعبي الإرهابي الذي صار في كنف الحكومة العراقية وهو يقتل أهل السنة بالعراق، فكيف سمح هذا التحالف الدولي للحكومة العراقية ان ترعى الحشد الشعبي الإرهابي ؟! فكر .. تأمل !!
إن التحالف الدولي ظاهرهُ مواجهة الإرهاب وباطنهُ مواجهة أهل السنة وضرب الإسلام والدين بتنازع أهل السنة فيما بينهم وتعزيز القوة الصفوية الإرهابية وابقاء التوغل الصفوي الإيراني على قيد الحياه!
وهل داعش الملشاوية تحتاج لأربعين جيش نظاميّ حتى يتم دحرها ؟؟! فكر .. تأمل!!
ولاحظ معي ايضاً داعش لم تذهب لفلسطين لتواجه المحتل الصهيوني الذي يقتل المسلمين! ولم تذهب لإيران لتواجه المحتل الصفوي للأحواز العربية التي يُقتل المسلمين فيها فقط لأنهم عرب!
ولاحظ معي ايضاً ان داعش وصلت الى سيناء بمصر والى ليبيا بعد الثورة المضادة للثورات المجيدة فورا! حتى تُشيطن الثورة المجيدة التي اندلعت نحو الحرية، وهذا التشيطُن تعزيز لبقاء الطغاة والثورة المضادة بفزاعة مواجهة الإرهاب وهذا ماتم فعلاً وقد قالا الإنقلابيان الجنرال عبدالفتاح السيسي والجنرال حفتر بأنهما يواجهان الإرهاب فيطالبان العون والدعم الدولي وهذا يعزز بقائهما على المقعد والحُكم كقوة مضادة للثورة المجيده بحجة مواجهة الإرهاب !
بعد هذا كله يتضح لي دون ادنى شك ان حركة داعش الإرهابية هي صناعة استخباراتية صفوية صهيونية معهما بعض العرب الخونة الذين يواجهون تطلعات الشعوب نحو الحرية والكرامة والعيش الكريم!
قد يكونوا افراد داعش في المستوى الأدنى من الحركة لايعرفون ذلك وغُرر بهم أو أنهم كانوا بالسجون الظالمة كسجن بوغريب بالعراق او تدمر بسوريا وشاهدوا الويل أو أنهم مضطهدون في البلاد المختلفة أو أنهم إصيبوا بالأمراض النفسية، لكن بالطبع قادة الحركة هم فقط من يعلمون ذلك.
فـ إلى الشعوب العربية والإسلامية، داعش حركة ارهابية وحشية خارجه من الإنسانية، الأديان السماوية تتبرأ منها، هي صناعة استخباراتية محضة، هدفها الشيطنة والتخريب، ودعم الطغاة الظلمة بحجة مواجهتم للإرهاب وتعزيز القوى المضادة للثورات المجيده!
إن داعش تمرُق من الإنسان!
بقلم/ صالح المزيد
تعليقات