القانون لجام للإنسان عن الفساد!.. بنظر بهيجة بهبهاني

زاوية الكتاب

كتب 385 مشاهدات 0


القبس

تحت المجهر  /  لولا الخوف من النار.. هل كنا أتقياء؟!

أ.د بهيجة بهبهاني

 

'>وعد الله سبحانه وتعالى الأتقياء الصالحين من خلقه بدخول الجنة، والتنعم بخيراتها التي لم ترها عين، ولم تسمع بها أذن، وذلك لأنهم عملوا بأوامره في الدنيا، ونهوا النفس عن الهوى، وتغلّبوا على وسواس الشيطان، لذا كسبوا الجنة والخلود فيها، أما من اتّبع هوى نفسه وغلبته شهوات الدنيا، ونسي الله خالقه، وتناسى أوامره ونواهيه، وأصبح من عبدة الشيطان ومطيعاً له في ما يوسوس له من ممارسة منكرات ومعاصٍ، والاعتداء على خلق الله، فقد وعده رب العزة جلا وعلا بأن يخلده في الجحيم، وبهذا قد بيّن الله سبحانه للبشر الصواب وسبيل الصراط المستقيم بالدنيا، لكي ينالوا الجنة والخلود فيها، وخلاف ذلك فقد اختاروا هم لأنفسهم الهلاك والخلود بالنار «وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا، فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا» (صدق الله العظيم)، وهذا هو كذلك شأن القوانين الدنيوية الوضعية، وهي جميعها مستمدة من القانون الإلهي والمتضمن بالقرآن الكريم الذي يحدد لنا الثواب والعقاب في أمور الدنيا والآخرة، ومنها استمدت اللوائح والضوابط بالعمل الحكومي، التي تنظم حسن إدارة العمل وتقييم العاملين، فمن أدى عمله بالأمانة والالتزام باللوائح والضوابط، وكان إنتاجه ذا جودة وأصبح لبنة في صرح الوطن إعماره وتنميته، فقد تم تخصيص مكافأة، معنوية أو مادية، له، وأما إذا لم يلتزم بضوابط العمل ومعاييره، واكتفى بنيل مكافأة مادية أو معنوية، وجبت على الدولة محاسبته وإيقاع العقوبة عليه والمتمثلة في حرمانه من مزايا العمل وإلقائه في جحيم الحاجة، حتى يدرك أن الله حق. وبناءً عليه، فإن الموظف الحكومي مُطالَب ـــ دينياً ـــ بالإنتاجية من خلال الالتزام بضوابط العمل ولوائحه، لأنه يتسلم مكافأة من المال العام مقابلها، وإلا فيجب إيقاع العقوبة عليه والمنصوص عليها في قوانين الدولة المستمدة من القرآن الكريم. ولهذا، فان القانون هو لجام للإنسان يمنعه من الفساد إذا وسوست له نفسه الأمّارة بالسوء بالسرقة من المال العام، أو عدم الالتزام بقوانين الدولة، وإذا كان الله سبحانه وتعالى لم يتوعد البشر بالنار والخلود فيها، فهل كان البعض منا سيلتزم بأوامر الدين ونواهيه؟ اللهم هل بلغت؟ اللهم فاشهد.

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك