طريق 'داعش' وعرة وموحشة!.. هذا ما يراه محمد الشيباني
زاوية الكتابكتب يونيو 14, 2015, 1 ص 428 مشاهدات 0
القبس
لماذا اختطوا هذا الطريق؟!
د. محمد بن إبراهيم الشيباني
تراه في أول حياته منبسطاً مع الناس محبوبا بينهم، يحبون مجالسته وإن كانت مجالس عادية أي ليست علمية، أدبية، سياسية أو غيرها، يناقش فيها أحوال المجتمع وغيره من المجتمعات بتبسط وتواد وألفة، وقد يكون صاحب هذا المجلس وأمثاله، تجارا وأساتذة، مسؤولين كبارا في قطاع عام أو خاص، ثم فجأة وفي عشية لم يحل ضحاها يتغير صاحب هذا المجلس أو المنصب، ويصير شديدا في أسلوبه وطرحه للقضايا، بل فظا غليظا جافا مع صحبه أو رواد ديوانه، يفرض عليهم ما تبناه من بداية الالتزام بالدين، ويوماً بعد يوم يوغل في الشدة ويبدو على مظهره الخارجي أثر التدين من إطلاق اللحية وتقصير الثوب، بل يصير مفتياً بين جمعه العادي، ومن يخالفه الرأي أو النصيحة يغضب عليه بتعصب يؤدي به للخروج من الديوان وعدم الرجوع إليه، وهكذا حتى تناقص الجمع من حوله، وبقي في نهاية الأمر وحيداً فلم يكترث بذلك، حيث إن ما بداخله يدعوه إلى اعتزال الناس والبعد عنهم لأنهم لا يفهمون، لا يفقهون، إنهم في جاهلية عمياء ، بل تصل الحال به أن يكفرهم أو يكفر المجتمع من حوله، زوجته، إخوانه، والديه، قرابة وأصحابا، وهكذا إلى أن يسول له شيطانه أن مكانه ليس هنا بل في البراري والصحارى حيث خشونة العيش حتى إذا استدرجه إلى تلك الأماكن قال له: التحق بإخوانك المجاهدين في «داعش» ولا تتأخر في ذلك، وهكذا يكون «وافق شن طبقة» أي متشدد، متعصب، مغلق أو بالعامية ـ مسكر أو مقفل ـ وهذه الأصناف في هذه المرحلة تريد أن تترأس، تقود، يرجع لها مع بضاعتها المزجاة أو القليلة.
وإن لم ينخرط مع «داعش» أو غيرها من الحركات غير المنضبطة السليمة المنهج والدين المتعقلة المهتدية، تراه لا يريد مقابلة أحد إلا في مكانه النائي سواء كان بيتا أو مسجداً أو أي خربة من خرب الأرض.
هكذا من عاصرناهم، عايشناهم، مروا على مجالسنا، لم تفدهم نصيحتنا ونصائح إخواننا الدعاة والمشايخ والعقلاء لهم، حيث جعلونا ضمن المارقين، المداهنين للمسوؤلين، بل لا يصافحك ولا يكلمك ولا يسلم عليك إذا لقيته.
طريق وعرة، موحشة. نهايتها غير سعيدة للكثيرين ممن عرفنا، ومحظوظ منْ غيّر ذلك المسار والمنهج وعاد إلى دينه الحق ورشده ولو بعد حين.
.. والله المستعان.
* * *
• من الذاكرة
جبت مختلف المناطق، البراري والصحارى في الكويت والسعودية والبحرين وغيرها من الديار منطقة منطقة، مناقشة مع هؤلاء ومحاججة، تغير من تغير منهم، ورجع إلى عقله ورشده من رجع، ولكن منهم من طغى وتكبر فهلك إما بالمقاتلة أو بالقصاص أو الإعدام.
نسأل الله السلامة.
تعليقات