يكتب تركي العازمي عن 'شخبطة المبادئ'!

زاوية الكتاب

كتب 436 مشاهدات 0


الراي

وجع الحروف  /  لا تتركني لوحدي..!

د. تركي العازمي

 

ليلة الجمعة الماضية كانت مختلفة... حيث التقيت بصديق «ناشط سياسي» له مكانة خاصة عندي، ولاحظت أنه في السنوات الأخيرة ازداد عدد من يُسمى بالناشطين السياسيين، وقليل منهم يندرج تحت هذا المسمى قولاً وفعلاً والبقية «نترك لك التسمية المناسبة»!، المهم سألت صديقي هذا عن أحد الرموز السياسية الذي تغيرت رؤيته رأساً على عقب... وقال: «ما تغير.. هذا هو؟»

حاولت أن أشير لبعض المواقف التي عايشت أحداثها موضحاً له أن قناعة الفرد العادي الذي بلغ سن النضج في الغالب لا تتغير لأنها خلاصة خبرة إلا إذا كان ما يقوله من باب التمثيل يعني «يعلنون ما لا يبطنون»!

وعندما شعرت بأن صاحبنا هذا يغرد خارج السرب٬ طرقت باب العقل وأنهيت فصل النقاش الذي أصابني بصدمة.

في اليوم التالي٬ سألت صديقاً آخر أحترم رأيه «يا أخي فلان سألته عن تغير موقف أحد الرموز السياسية فكان رده غير منطقي... شالسالفة؟».

ابتسم الصديق وقال «إنه قريب منه.. يحب Show وحصل المقسوم... الله يهديه».

قاتل الله المصالح وسامح الله من يبني علاقاته لأجل مصلحة شخصية أو للاستعراض السياسي وهو ما تشهده الساحة السياسية في وقتنا الحالي.

تجد المواقف تتغير ويلون أصحابها رؤاهم بين ليلة وضحاها، والغريب أنه مع ظهور مؤشرات التغير تجد البعض ملتزماً أقرب إلى طبيعة الالتصاق بهذا الرمز أو ذاك!

يا صاحبي... إن كنت صاحب مبدأ صالح أخلاقي وطني لا تحيد عنه فأرجوك لا تتركني لوحدي!

لا تتركني لأفراد أو مجاميع تقرأ ولا تستوعب... وتنتقدك وهم لا يعرفونك حق المعرفة... ولا يحبونك فقط لأنك لست من بطانتهم ويغردون وفق أهوائهم!

الحاصل٬ أنني أريد مجموعة تضع الوطن على رأس أولوياتها وتحترم الآخرين في طرحها وإن جاءها فاسق بنبأ تبينت امتثالا لقول المولى عز شأنه «إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا» لأن ما نلاحظه سلوكياً هو تشكيك وسب وقذف وخلافه من السلوكيات السيئة!

أعطوني مجموعة فيها حضري٬ بدوي٬ سني وشيعي همها الوحيد فقط للتشاور حول الأنماط الدخيلة على مجتمعنا بما فيها طرق إدارة شؤون مؤسسات الدولة العام منها والخاص!

أعطوني مجموعة تعرف ماذا تعني كلمة «قيادي»... وتفهم أسلوب العمل الاستراتيجي وكيفية وضع الخطط ورسم الأهداف وطريقة تنفيذها!

أريد من أحبتنا أن يجتمعوا حول هدف واحد الغاية منه خدمة الوطن ورفع إنتاجية مؤسساته العام منها والخاص ووضع الخطط الإصلاحية من منظور استراتيجي!

ليتهم يجتمعون ويتركون من يبحث عن مصلحة شخصية وهم كثر ولله الحمد لكن أين هم؟

لو اجتمع أحبتنا ورفعوا توصياتهم لأصحاب القرار فأعتقد أن كثيرا من المشاكل سيتم حلها لو منحوا الفرصة.

قد تكون هذه أمنية صعب تحقيقها لأن «الربع» أصحاب القرار «مو بصوبنا» لكن هذا لا يمنع من وضعها كمبادرة قد تجد من يؤيدها، وليكن هذا التجمع تحت سقف تكتل يدفع بإنشاء جمعية نفع عام معنية بهذه الأهداف الوطنية النبيلة!

أقولها بعد أن شعرت بالصدمة التي تلقيتها من صديق لم يفهم ماذا تعني «شخبطة المبادئ»!

لذلك٬ إن كنت من المحبين للوطن وثقافتك تؤمن بالفكر الإصلاحي المبني على توجيه النصيحة عبر مبادرة وطنية فـ «لا تتركني لوحدي»... والله المستعان!

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك