ظاهرة هجرة الملل واليأس من الكويت!.. بقلم صالح الشايجي

زاوية الكتاب

كتب 656 مشاهدات 0


القبس

بلا قناع  /  أعنيك يا حكومة لا أعني الجارة!

صالح الشايجي

 

كثر الحديث في السنوات الأخيرة عن تململ الكويتيين وضجرهم وشكاواهم، من حال البلاد وما يجري فيها من مشكلات تتفاقم وتزداد رقعتها اتساعا، بحيث صار الناس جميعا يحسون بها، لا استثناء من ذلك لغني أو فقير ولا صغير أو كبير، حتى بات في هاجس البعض، ألاّ حلّ فرديّا له، إلاّ بهجر البلاد والبحث عن وطن بديل.

ومن يفكر بهجر بلاده من الكويتيين هو ليس كمن يفكر بهجر بلاده من مواطني الدول الأخرى، فإنّ مواطني الدول الأخرى يهجرون بلادهم بحثا عن فرص عمل في غير بلدانهم أو لتحسين معاشهم وادخار مال لغدهم، أمّا الكويتيون فليس هذا غرضهم من الهجرة أو العيش خارج بلادهم، بل لأسباب أمرّ من تلك وأكثر إيلاما.

إنها هجرة اليأس وهجرة الملل وهجرة من يرى حبيبه في حال سيّئ ولا يملك له شيئا يخفف به مصابه ويداوي به علته.

باتت هذه ظاهرة تفشت وشملت الجميع، وما يتعيّن عليّ قوله هو أين الحكومة، أين سمعها وبصرها وإحساسها بما يحس به الجميع؟!

هل يعقل أن الحكومة لا تدري ولا تعلم ولا ترى ولا تسمع، بكل ما يدري به ويعلمه ويراه ويسمعه العامة والكافّة؟!

بكل تأكيد الحكومة أعلم و«أبخص» وأدرى وأدقّ سمعا وأحدّ بصرا منّا نحن المواطنين، وتعلم بتململ الناس ويأسهم، وأدرى بقوافل الميمّمين وجوههم شطر دول أخرى تهدأ فيها نفوسهم عما يحسون فيه من ضيق في بلادهم.

ألم تؤذِ هذه الظاهرة إحساس الحكومة وتُثر فيها مكامن التفكير في هذه الظاهرة الشديدة السلبية، لتقوم بالتالي بما يتعيّن عليها القيام به من أجل معالجة هذه الظاهرة التي تعود سلبا على مستقبل البلاد؟.

الحكومة تعرف أسباب تململ الناس وشكاواهم، فلماذا لا تحاول علاج هذه الظاهرة وتبدأ بأولى خطوات وأد تلك الأسباب من أجل طمأنة الناس على واقع بلادهم ومستقبلها ومستقبلهم ومستقبل أولادهم فيها.

أرجو ألاّ تسألني الحكومة ـ ولن تسألني ـ عن الحل، وربّما لن تقرأ الحكومة ما كتبت، ولكن هي أدرى منّي بالحل، فهي لها جيوشها الجرّارة في كل الحقول ولها مفكروها ومخططوها ولجانها ومتخصصوها في كل أمر من الأمور، وهي أولى بدراسة هذه الظاهرة ومحاولة مداواة أحاسيس الناس.

ولكن الحكومة، هي المشكلة وليست الحل، ونقول لها قول الشاعر «ومن أشعل النيران يُطفيها»!

الأنباء

تعليقات

اكتب تعليقك