تأثير 'الواسطة' أصبح سحرياً نافذاً!.. تركي العازمي مستنكراً

زاوية الكتاب

كتب 452 مشاهدات 0


القبس

وجع الحروف  /  البحث عن 'واسطة'..!

د. تركي العازمي

 

أصبح الجميع يبحث عن «واسطة» ولم أتصوّر ان «الواسطة» متفشية بهذا الشكل المخيف!

بالأمس كنا ننهي أموراً عبر اتصال أو لقاء مع صديق دون الحاجة إلى مفهوم «الواسطة» المتبع حالياً بمعنى أن معظم المعاملات غير المخالفة تحتاج فقط إلى شخص تعرفه للهروب من طول الدورة المستندية.

الآن اختلف الأمر: كيف؟

أجمعنا ونحن «مجموعة من الشباب من مختلف مؤسسات الدولة العام منها والخاص» نناقش مظاهر «الواسطة» إلى أن الحاجة إلى الواسطة مطلوبة حتى لأخذ أبسط حقوقك من مقابلة طبيب زائر٬ علاج معين، أشعة٬ معاملة في الشؤون أو أي جهة حكومية!

تأثير «الواسطة» أصبح سحرياً نافذاً كنا نتوقعه فقط لدى المسؤولين الكبار للحصول على تأشيرة «لا مانع» ووجدناه مستشرياً بين الموظفين الصغار في أسفل الهرم الإداري.

يقول زميل٬ حتى وصولك لنائب المنطقة يحتاج لواسطة من أحد المقربين إليه وإن وصلت إليه لا تجد مطلبك وفق تطلعك!

تقول إحدى نظريات التسويق إن الرضا عن منتج أو خدمة يتحقق عندما تتساوى توقعاتك مع انطباعك عن الخدمة أو المنتج، وهنا الكثير منا يرى بأن انطباعه عن فاعلية النائب لم تتطابق مع توقعاته لأن الوصول إليه يحتاج «واسطة»!

يقول نائب وهو يحدث أحد الناخبين المدافعين عنه والمحبين له... «تعال الديوانية».. لا تدق تلفون وبعد أن ذهب إليه لم يجد حلاً لما كان يناقشه حوله في حضورنا: «شالسالفة»!

هل القصور من قاعدة الناخبين؟ أم إنه صناعة حكومية؟

من وجهة نظري إن دولة المؤسسات يفترض أن تعود كما كانت بحيث يستطيع كل صاحب حق أن يتسلمه من دون الحاجة إلى اللجوء لنائب أو غيره من المسؤولين وأعني هنا تحديداً المعاملات الروتينية!

نحن أمام جيش عرمرم من الموظفين ومحصلة الإنتاجية تتوقف عند الظهيرة؟

ننادي بالحوكمة والتطبيقات الإلكترونية التي لو بالفعل تم تطبيقها لقضينا على نسبة كبيرة من ظاهرة الازدحام؟

الأمر سهل جدا جدا جدا لو طبقوا مفهوم الحكومة الإلكترونية...

الأمر سهل جدا جدا جدا لو قرأنا المقال السابق «لا تتركني لوحدي..!» وشكلنا مجاميع وطنية لا أجندة خاصة لها سوى رفع الأهداف الوطنية كمبادرة للخروج من نفق التيه القيادي الذي نعيشه.

أقصد سهل جدا جدا جدا بعيداً عن المنظرين والمنظرات فأحبتنا ممن التقيناهم أبدوا استياءهم من تدهور الأوضاع وتحديدا الاجتماعي منها لظهور ثقافة مزعجة يقودها المؤمنون بالـ«الواسطة» للحصول على أي شيء وإن كان بسيطاً جدا جدا جدا!

لو كان القرار بيدي لنشرت إعلاناً نطلب فيه الكفاءات من حملة الشهادات الجامعية والدكتوراه من جامعات محترمة ولديهم خبرة تفوق الـ 15عاماً بإرسال السيرة الذاتية وتتم «فلترتها» من قبل جهة محايدة تحدد الكفاءة القيادية في المتقدمين ومن ثم تلتقي هذه الكفاءات للبحث عن مخرج مناسب للقضايا التي نعاني منها اجتماعياً وخدماتيا!

أذكر هذا المطلب لقناعتي التامة بأن الأغلبية من القياديين الحاليين هبطوا على مناصبهم عبر «الواسطة» وهو مؤكد من تصريحات بعض أصحاب القرار.

من هنا نستطيع هجر «الواسطة» إلى غير رجعة... فهل من مستمع؟ الله المستعان!

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك