عبدالعزيز الدويسان يكتب - أجَر و أجِر
زاوية الكتابكتب عبدالعزيز الدويسان يونيو 16, 2015, 12:11 م 906 مشاهدات 0
' إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه ' ، يدخل إلى العمل يبصم وينادي كومار أن يعمل له قهوه ساده ، يضع الشاحن على التليفون ويبدأ بالغوص في أعماق التكنولوجيا ، يغرد في تويتر ، منشن في الانستغرام ، ينزل فيديو في سناب شات ، ارتشف فنجان القهوة وانتهى من مقرر التكنولوجيا ، يستقبل كم ورقة في العمل ، يبدأ بالشكوى من ضغط العمل ويعتبر حمل الأوراق كحمل الجبال ، يتذمر ويكثر الشكوى مع إنه لا يعمل إلا القليل ، ثم يبدأ بالحديث من مع هذا وذاك ، يأذن الظهر والمكاتب تكون شبه خاليه على عروشها مع أن الاستعداد مع الصلاة لا يتجاوز العشرون دقيقه بعضهم يأخذ ساعة زمن من أجل الصلاة ويترك العمل ! ، هذا نموذج لبعض الموظفين في العمل ، مع أن هناك أشخاص مخلصون ويأدون عملهم على اكمل وجه ويشار لهم بالبنان .
كل شخص في عمله مهم ، من أصغر وظيفة إلى رأس الهرم ، وتسمع بين الحين والأخرى التذمر بأن الغالبية لا يعملون ولا يحللون الراتب ولا يعلم بان أكثرهم لا تعني شيء ارضي ضميرك بالعمل ، فالوظيفة والمسؤولية تكليف وليست تشريف مبدأ يجب أن نضعه بنصب أعيننا .
هذا الزمن ضاعت الأمانة ، وقلة المراقبة ، وضعفت المحاسبة إلا ما رحم ربي ، وهناك من يبرر الأخذ من المال العام ويعتبره حق مكتسب ويضع أكثر من سبب لهذا المال !! .
وقصة تحكى عن الأمانة والحرص على أموال المسلمين ، كان أمير المؤمنين الخليفة عمر بن عبد العزيز يقسم تفاحًا أفائه الله على المسلمين ، فتناول ابن له صغير تفاحة ، فأخذها من فمه ، وأوجع فمه فبكى الطفل الصغير، وذهب لأمه فاطمة ، فأرسلت من يشتري له تفاحًا ، وعاد الخليفة إلى البيت وما عاد معه بتفاحة واحدة ، فقال لفاطمة: هل في البيت تفاح؟ إني أَشُمُ الرائحة، قالت: لا وقصت عليه القصة - قصة ابنه - فَذَرفت عيناه الدموع وقال : والله لقد انتزعتها من فم ابني وكأنما أنتزعها من قلبي لكني كرهت أن أضيع نفسي بتفاحة من فيْء المسلمين قبل أن يُقَسَّم الفيئ .
ونماذج من ورع العلماء ومنهم الامام بن باز ( إنه لا يقبل هدية من أحد ، لأنه في عمل حكومي ، وإذا أعطي شيئا على سبيل الهدية من طيب أو سواك أو بشت أو نحو ذلك وكان بجانبه أحد أعطاه اياه وقال : هدية مني لك ) .
وعن الامام ابن عثيمين ( ذُكر عن الشيخ أنه كان قبل أن يخرج من الجامعة يفرّغ قلمه من الحبر، ويقول: هذا الحبر للجامعة وأمورها، ولا يحق لي استخدامه في أموري الخاصة خارجها ) .
أين نحن من هؤلاء ، نماذج في التقوى والحرص على الأمانة ، فالدين الاسلامي منهاج حياة لا يقتصر على الصلاة والصوم والزكاة والحج ولكن دين منهاج حياة ولا نطبقه على هوانا في الوقت الذي نريده ، أجر اختلف في التشكيل واجمعهم في العمل لتكسب الدارين .
تعليقات