الحكومة مطالبة بتعديل السلوكيات الشبابية!.. هذا ما تراه بهيجة بهبهاني

زاوية الكتاب

كتب 470 مشاهدات 0


القبس

تحت المجهر  /  الحياة عبادة وعمل

أ.د بهيجة بهبهاني

 

نُفاجأ كأعضاء هيئة تدريس بطلب بعض الطالبات المسجلات لدينا في المقررات بالفصل الدراسي الصيفي باختصار المحتوى العلمي للمقرر والانتهاء من شرح المحاضرات قبل بداية شهر رمضان المبارك، لأنهن سيكن صائمات ودرجة الحرارة مرتفعة، وذلك بالإضافة الى انه ليس بإمكانهن الحضور للكلية، لان اولياء امورهن وأزواجهن يبدأ دوامهم الحكومي بعد بداية المحاضرة، وكذلك تحججت بعضهن بان اولياء الامور اثناء الشهر الفضيل في اجازة من اعمالهم ومتفرغون للعبادة، وصعب حضورهن للمحاضرة!
لقد كنا في الماضي نداوم في محاضراتنا صيفا وشتاء وفي شهر الصوم الفضيل، ونتقدم الى اداء الاختبارات الفصلية والنهائية بحرص وجدية، وكان الوالد - رحمه الله - هو من يقوم بإيصالنا لمدارسنا في مراحل التعليم المختلفة، وذلك حتى نهاية المرحلة الجامعية، فقد كان هناك تقدير للعلم واحترام للمعلم ولهفة منا نحن الطلاب والطالبات في الحصول على المعارف والحقائق العلمية من المعلمين، فلم تكن وسائل التقنية الحديثة مثل شبكة المعلومات قد اكتشفت بعد، والكتب المدرسية هي مصدر المعلومات الوحيد لنا، ولم تكن لدينا وسائل التسلية متوافرة لنا كالمسارح ودور السينما والسفر الدائم، لهذا فقد نبغ غالبية الطلاب والطالبات، لانهم تفرغوا لبناء انفسهم وتزويدها بالعلوم، والتعرف الى الثقافات المختلفة، وبذلك ساهموا بعلمهم في تطوير الدولة والارتقاء بها حتى اصبحت دولة الكويت لؤلؤة الخليج في السبعينات ومثالا للتنمية والتطوير امام دول العالم، لان عقلية شبابها كانت متجهة نحو ربها لعبادته ونحو وطنها لاعماره، فقد كان الشباب متمسكين بدينهم حريصين على الالتزام بعاداتهم وتقاليدهم النابعة من دينهم الحنيف، فكسبوا الاخرة ونالوا خيرات الدنيا وبنوا اوطانهم، اما معظم شباب هذه الايام فتجدهم يمارسون حمية غذائية للمحافظة على رشاقة اجسادهم، وكذلك يمارسون حمية فكرية فيأخذون من العلوم قشورها، فلا طاقة لديهم لاكتساب العلم ومعرفة مضمونه وفهمه، بل يستنفدون طاقاتهم في متابعة الفنون الجديدة وانواع الهواتف والازياء الحديثة، وربما لا يملكون قدرة على العبادة والعمل الجاد، فهم تعودوا على اداء الامور السهلة ولا قدرة لهم على تحمل مسؤولية دينهم ولا بناء وطنهم! ان الحكومة مطالبة بتعديل السلوكيات الشبابية وتوجيههم نحو تحمل المسؤولية، فهل من يسمع وينفذ؟!

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك