هل من الممكن أن نرى للسكراب ثمناً؟!.. عبدالقادر الحمود يتسائل

القبس

للسكراب ثمن..!

عبدالقادر الحمود

 

السكراب هو ما ينتج من مواد بعد هدم مبان وازالتها، من حديد وألمنيوم وخشب وزجاج وبقايا ورق، تلك الأشياء يعتقد الكثير أنها لا تساوي شيئاً، بينما هناك من يجمعها ليبيعها لمصانع متخصصة لإعادة صنعها.
ومع الأسف، كثيراً ما نرى أن هناك سكراباً عديدة لمبان حكومية مهملة، بل أحياناً تسرق شيئاً فشيئاً.
كنت في زيارة لإحدى دول مجلس التعاون الشقيقة، ولي صديق هناك طلب مني مرافقته إلى سوق السكراب، كان ظني الأول أن هذا السوق ملك لأفراد، ولكن حين وصولنا إلى سوق السكراب وجدت مساحته بالتحديد كمنطقة الروضة عندنا، كان دخولنا إلى تلك المنطقة يسيراً، ولاحظت أنه توجد أقسام مخصصة للوزارات والمؤسسات الحكومية، كل على حدة، وقام صديقي بشراء ما يلزمه وحمله في سيارة نقل ودفع قيمته، وتسلم إيصالين بالدفع، وعند خروجنا من المنطقة لاحظت وجود من يدقق على ما في سيارات النقل ويتسلم نسخة من إيصال الدفع.
قال لي صديقي إن هناك وزارات ومؤسسات حكومية يحدث بها هدم أو ترميم على بنيانها، وإن تلك الوزارات تقوم بإبلاغ وزارة المالية قبل البدء، حيث يحضر مندوب من وزارة المالية للكشف على تلك الأبنية، وتحديد ما ينتج عنها من سكراب، ثم يطلب من المقاول التعهد بالمحافظة على السكراب حتى الانتهاء من المشروع، حيث يتم نقل السكراب إلى سوق السكراب، وتكون وزارة المالية المسؤولة الأولى عن عملية الإيراد والبيع في تلك المنطقة، حرصاً وحفاظاً على المال العام.
ياترى، هل من الممكن أن نرى للسكراب ثمناً؟
ومنا إلى وزارة المالية، الكثير من الناس يجهلون أن السكراب يمكن ان يعاد تصنيعه.
والله من وراء القصد.