إيران تخشى من الاقتراب واقعياً من دول الخليج!.. بقلم حمود الحطاب

السياسة

شفافيات  /  شطرنج أميركا وإيران النووي

د. حمود الحطاب

هل استوعبت الولايات المتحدة الأميركية طبيعة التفكير الإيراني خلال المفاوضات بينهما التي استغرقت نحو عام ونصف العام حول مسألة النووي الإيراني? بالطبع لقد تم استيعاب المقابل وبشكل ممتاز, فالطرف الإيراني طرف مشاغب وهذا أقل ما يقال عنه, وهو طرف لا يستطيع التفاهم بالقدرات العقلية مع كل ماحوله, فهو يستخدم رجله والعصا والفزاعات المتنوعة لإرهاب كل من حوله, وذلك لغياب ستراتيجيات الفكر لديه والتي تشكل قاعدة للدولة ,وبالطبع فأهم الدول التي يشاغب معها ويهددها دوما هي, دول النفط, دول الخليج العربي فهو يتعامل معها للسيطرة عليها وفق أجندات ظاهرها تبني حماية القوميات التي هي من أصول فارسية التي تعيش في دول الخليج العربي, والتي يزعم أنها مضطهدة في تلك الدول, وباطن أجنداته فهو يسعى للهيمنة على هذه الدول عن طريق” كونوا هودا أو نصارى تهتدوا” وكلمة” هود “تعني يهود ومن غير ياء, فإيران تريد تصدير الفكر الصفوي العنصري غير الديني أو المذهبي لدول الخليح وتحكمها عن طريقه لا لأنها تتبناه عقيدة وعملا حقيقة ولكنها تستخدمه استخداما, ففي داخل إيران اجواء لا تشهد بأنها دولة دينية إطلاقا, وهو فكر لا قواعد أصولية دينية لديه. وشرح ذلك يطول.
لكن إيران تخشى من الاقتراب واقعيا من دول الخليج وبشكل مباشر لأنها تحسب ألف حساب وحساب لمراقبة الذئب الأطلسي – الأميركي لها ليلا ونهاراً, سرا وجهاراً والذي يعتبر أمن الخليج واستقلاله عمل ستراتيجي أميركي لا يمكن التنازل عنه بحال من الأحوال, وأيضا فالولايات المتحدة الأميركية استوعبت أن الطرف الإيراني يرغب بإخافة الذئب الأميركي المرعب عن طريق تصنيع القنابل النووية وتهديده بها وبشكل مباشر أو غير مباشر لتضمن عدم تدخلها في أي نزاع قد تفتعله ايران مع جيرانها أو أي عدوان تشنه عليهم. ومن هنا بات لزاما على الولايات المتحدة الأميركية استخدام قوة هذا الخصم واندفاعه في هذا الاتجاه وسحبه للأرض مع اتجاه اندفاعه كما يفعل لاعبو الجودو.
هكذا أتصور أن الولايات المتحدة الأميركية قد استوعبت التلميذ الإيراني البليد في مفاوضاتها معه.
وبما أن الولايات المتحدة الأميركية قد قدمت تنازلات كثيرة للطرف الإيراني ليسارع إلى توقيع الاتفاقيات بشأن قوة تخصيب اليورانيوم والسماح بتفتيش كل الأماكن المشبوهة بهذا الشأن فهي تسعى لإخضاع هذا الطرف لها وبشكل سريع لتبدأ المنطقة كلها بعمليات حسابية جديدة على رقعة الشطرنج السياسية… تحليل مبسط وتصور أولي لما يجري على هذه الرقعة, رقعة الشطرنج. كش إيران.وللحديث بقية.