مجتمع ، حطب جهنم ؟ - برأي سعد مرزوق المطرقة

إن كان المفكرون يعتقدون بأن الواجب يقضي لهم أن ينصحوا المجتمع كي يتخلص من واقعه السيء لا أن يصفوا ذلك الواقع ويكتشفوا قوانينه فالمجتمع في نظرهم مريض ولا سبيل لعلاج مرضه إلا بتلقينه الأفكار الصالحة فاذا عرف المجتمع تلك الافكار التي تنظر لها بطريقة قد تفيدهم في القادم من الايام ، وينالوا الخير والسعادة .

 

لكن هذا المجتمع لا يمكن علاجه بهذه الطريقة فالمواعظ المجردة لا تؤثر في الناس لأنهم يسيرون في حياتهم حسبما تقتضيه طبيعة المجتمع الذي يعيشون فيه ، أما أولئك الذين تغريهم تلك المواعظ يندفعون في سبيل تحقيقها من غير أن ينظروا في طبيعة مجتمعهم ، فهم في راي ابن خلدون يضرون المجتمع اكثر مما ينفعونه ، وكثيراً ماتؤدي أعمالهم الى العبث والفوضى وخلط الاوراق ، انا قد اختلف مع ابن خلدون في هذه الفكرة لان المجتمع الان أصبح لا يقيم الا على اساس من أنت ، وأين يشتغل اباك أو أحد افراد عائلتك من أجل أن تكون في وظيفة مرموقة تستحقها بدون تعب ولا مجهود والسبب لأنك سليل احد 'فداوية ' السلطة .. الاحياء منهم او الاموات .التطور الذي لم يعيشه ابن خلدون في عالم العولمة غير كثير من المفاهيم التي كانت في عهده صحيحة .

 

اذاً المجتمع يعاني الكثير من الامور التي تحتاج التأمل بها بكل موضوعية وسوف تعرف بعد تأملك من هم أهل النار ومن هم حطب جهنم !

والسبب دعاء الفقراء المظلومين الذين سرقت أحلامهم ومجهوداتهم وسهر الليل في العلم من أجل أن يكونوا في هذه المناصب لكن طموح الفقراء في هذا البلد مربوط بشخطة قلم وقبلها أنت أبن من وهّل أنت من أهل السور او احد اجدادك واعظ سلطان بكل شي يصفق له ..الان عرفتم من هم حطب جهنم . 

 

سعد مرزوق المطرقة

الآن - رأي / سعد مرزوق المطرقة