تدمير الأوطان ليس قربانا نقدمه لله!.. برأي صالح الشايجي
زاوية الكتابكتب أغسطس 15, 2015, 12:40 ص 604 مشاهدات 0
الأنباء
بلا قناع / المضيفات والإرهاب
صالح الشايجي
في البدء أعزي نفسي وأعزي وطني الكويت وأعزي الكويتيين جميعا، وأعزي كل إنسان محب للسلام، محب للحياة عامل على هنائها ورفاهيتها.
ليس ذلك العزاء في موت، ولكن ثمة ما يستحق العزاء وهو أمرّ من الموت.
ذلك الأمرّ من الموت، هو ما كشفت عنه وزارة الداخلية من ضبطها لخلية إرهابية شديدة الخطورة على بلادنا وعلى المقيمين فيها من مواطنين وغيرهم ومن كل النحل والأديان والمذاهب والطوائف والفئات.
أما دواعي العزاء، فهي أن يكون بيننا ومن هم من بني جلدتنا، مواطنون مثلنا، كويتيون مثلنا، ويعملون على هدم بلادنا وهي بلادهم، ويقتلون أهلنا وهم أهلهم.
لهذا الحادث المستحق العزاء أسباب ومسببات كثيرة، ولم ينشأ فجأة ولم ينبت شيطانيا دون أرض حاوية وتربة مغذية، بل هو نبت واستوى على عوده، بتغذية وتربية ورعاية.
نسينا الوطن والمواطن، ورحنا نتحارب باسم الله ونتقاتل تحت راية الدين.
ان قتل الناس ليس زلفى الى الله، وان تدمير الأوطان ليس قربانا نقدمه لله.
تعامينا عن هذه الحقائق لنتسابق الى الله بقلوب سوداء كارهة وبأيد ملطخة بالدماء، في عصر يحكمه الجنون ويتحكم به المجانين.
متوالية إرهابية ارعابية حملنا أوزارها للدين، وطاش الكلام الفاسد من أفواه فاسدة لا تجد سوى النفخ في مزامير الكراهية والتباعد والتباغض والحض الصريح على القتل.
الجميع عاشوا ويعيشون هذه الوقائع وهم صامتون وكأن الأمر لا يعنيهم، وكأن هذا السباب وهذه الشتائم ونشر الكراهية والدعوة الصريحة الى القتل ليست أسبابا أو مؤشرات تقود الى ما حدث من تشكل مثل هذه الخلية الإرهابية وربما غيرها، والى انحراف شبان عن جادة الوطن وبنائه وحب أهله، الى جادة محاربة هذا الوطن وقتل أهله، تقربا لله وانتصارا لدينه.
من منطلق حرصي على الدين، طالبت منذ سنوات من منبري الضعيف هذا، بتخفيف الجرعات الإعلامية الدينية، وترك الناس يعرفون من دينهم ما يريدون، وعدم إشغال الناس بتفاصيل الدين وتحريفات المحرفين وتخريفات المخرفين.
نتيجة هذا الشحن الإعلامي تكونت لدينا أجيال من المهووسين دينيا، لا همّ لهم إلا تتبع الدقائق والتفاصيل في قضايا الدين وتفصيلاته وهم ليسوا مهيئين لتلك المعارف، حتى تحول الدين من عقيدة الى منبر للتنابز والخلاف والتقاتل والتنافس في معرفة ماذا قال فلان وماذا قال الآخر ممن ماتوا قبل أن تعمر الأرض بما هي عليه اليوم من أوطان وسياسات وتغيرات، حتى خرجت مقولة «أموات يحكمون أحياء».
كبرت النار ومن أراد إطفاءها فما عليه سوى إخماد أسبابها.
****
في يوم كشف الخلية الإرهابية، طالب نائب بفرض الزي الشرعي على مضيفات الطيران.
تعليقات