عن فوضى العلاج الكويتي في الخارج!.. يكتب علي البغلي
زاوية الكتابكتب أغسطس 15, 2015, 1:01 ص 540 مشاهدات 0
القبس
جرة قلم / وزارة العلاج في الخارج من الحارج!
علي أحمد البغلي
بقدر ما تسببت لكل كويتي ذي مشاعر فوضى العلاج الكويتي في الخارج، الذي تزداد وتيرته بشكل أكثر من ملحوظ في الصيف، فهناك أناس مستحقون، ولا يوجد لهم علاج في مستشفيات الكويت، باعتراف أطبائها ولجانهم الطبية، لا يجدون طريقاً للعلاج في الخارج، في حين يتوافر ذلك لمن كان ذا حظوة، أو يتوسط له شخص ذو خطوة (والغالب أحد النواب الذين ابتلي به الشعب!).
ديوان سمو رئيس الوزراء يعلن أنه لا يتدخل في أمور الابتعاث للعلاج في الخارج إلا في حالات محدودة! في حين نرى العجب العجاب من وزارتين لا ندري سبب حظوتهما بوضع أمور لا صلة لمرسوم إنشائهما بها بيديهما، وأقصد هنا مبتعثي العلاج في الخارج من قبل وزارتي الداخلية والدفاع، التي لا تخضع، برأيي، لضوابط أو أسس منطقية طبية كما نرى؟!
***
ويحق لنا هنا التساؤل: لماذا وضع ذلك «الطعم الدسم» بيد تلك الوزارتين، والمسؤولين فيهما؟! ولماذا لا يخصص لكل وزارة، على سبيل المثال كالأشغال والتربية والعدل والأوقاف والشؤون عدد أو «كوتا» محددة لإرسال موظفيها المرضى، مثلما هو الأمر مع منتسبي وزارتي الداخلية والدفاع؟ فهل يا ترى السبب يكمن في حجم الأخطاء والتجاوزات المرتكبة من قبل منتسبي هاتين الوزارتين ومسؤوليهما، بحيث وضعت بأيديهم ربما رشى العلاج في الخارج - مثلا - لإسكات أي صوت يريد إثارة تلك التجاوزات والأخطاء؟! أو أن السبب يكمن في النشأة التاريخية لتلك الوزارتين السياديتين، اللتين كانتا تحت إدارة وزير (سيادي - شيخ) واحد هو المغفور له الشيخ سعد العبدالله السالم، حتى تم فصلهما بعد تركه لمقاعد الوزارة، ولكن الوزارتين ظلتا تحت إدارة أبناء الأسرة الحاكمة، مع أن الكويتيين سواسية، والكويتيون الوطنيون المخلصون لا حصر لهم ولا عدد، ولا عبرة للانتماء الأسري في المحافظة على أمن الكويت في الداخل والخارج.. إننا لا نقول ذلك لانتقاد إخواننا الأعزاء الحاليين من أبناء الأسرة، الذين يتربعون على كراسي الوزارتين، ولا من سبقهم من إخوة وأصدقاء وزملاء أعزاء، ولكننا نتساءل عن ذلك من باب المبدأ؟!
***
إننا نرى أن توحد الجهة المنوط بها ابتعاث المرضى للخارج، ممثلة بوزارة الصحة، وأن تشدد الرقابة في هذا الأمر على قرارات لجانها ومسؤوليها الكبار من وزير أو وكيل أو مسؤول كبير.. فهذه الفوضى التي نشهدها في ظل العجز القادم المتوقع أصبحت أمراً غير مقبول تحت أي ذريعة. فالعلاج في الخارج أصبح مرتعاً لكثير من المهازل التي يتوجب على الشرفاء المطالبة بإيقافها، خصوصاً بعد ما رأيناه من مهازل ارتكب الكثير منها مرافقو مرضى العلاج في الخارج في الدول الأوروبية، ووثقوها بأنفسهم متباهين بها، لتصدمنا وتشعرنا بالخجل لمشاركة أمثال هؤلاء بالمواطنة، ونحن ممن ينطبق علينا في الخارج «الماشين تحت ظل الحوائط»، والمطبقين منذ صغرنا للمثل القائل «يا غريب كن أديب»، حتى لو كنت مبتعثاً للعلاج في الخارج بالواسطة أو النفوذ؟!
وأخيراً وليس آخراً، لماذا لا تجمع حكومتنا الرشيدة بلاوي العلاج في الخارج تحت سقف واحد بإنشاء وزارة تسمى وزارة العلاج في الخارج من الحارج؟!
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
تعليقات