محاولة إرضاء بعض الناس ليست غاية لا تدرك!.. برأي خالد الجنفاوي

زاوية الكتاب

كتب 1397 مشاهدات 0


السياسة

حوارات  /  رضا الناس غاية لا تدرك.. فأترك ما لا يدرك

د. خالد عايد الجنفاوي

 

قال أحد الحكماء: “رضا الناس غاية لا تدرك ورضا الله غاية لا تترك, فاترك ما لا يدرك, وأدرك ما لا يترك”. تشير كثير من التجارب الإنسانية المختلفة أنه يوجد فعلاً أناس مولعون بإرضاء الآخرين حتى لو كان بعض القوم لا يستحقون السعي لإرضائهم أو خطب وُدِّهِم.
من يُفرِّط في طيبة قلبه أو في عفويته ويسعى وينشط فقط لكسب رضا إنسان آخر ليس حرياً به السعي لإرضائه أو كسب وده, هو شبيه لمن يحفر لنفسه فخاً يقع فيه مراراً وتكراراً.
محاولة إرضاء بعض الناس ليست غاية لا تدرك, بل يمكن أن تشير أحياناً إلى رغبة نفسية سلبية ومعقدة تأخذ شكل جلد الذات بشكل متكرر, وبخاصة حين يُهمل أحد الأفراد نفسه ويتغافل عن الدفاع عن حقوقه الشخصية وحريته بقصد إرضاء فرد أو مجموعة من الأفراد ربما لا يكترثون به ولا يعيرونه الاهتمام الذي يُغدهم به الطيب زيادة عن الحد. الإنسان الواثق من نفسه ليس مضطراً لربط سعادته وهناءة واستقراره النفسي بالآخرين, فما دام لا يؤذي من هم حوله ويعيش حياة إنسانية سلمية ومجزية له ذاتياً, فكيف به أن يسعى الى شرعنة وجوده الإنساني الفريد بالبحث عن الشرعية الأخلاقية في عيون وقلوب وعقول الآخرين?!
أعترف أنني مُسالم ومتفائل جداً وأحياناً لدرجة الملل, ولكنني لا أهتم كثيراً بما يظنه بعض الآخرين, و أُقِرُّ كذلك بأنني أمارس نوعاً من الأنانية الإيجابية في حماية حياتي الشخصية من حشرية المتطفلين وأرغب في الحفاظ على أسلوب حياة إيجابي يضمن لي عيش حياة سلمية ومثمرة ومجزية لي ومن تهمني مصلحتهم, فلا أربط تحقيق آمالي وتطلعاتي وراحتي النفسية برضا نفر من الناس لا علاقة لهم من قريب أو من بعيد بكياني الإنساني الخاص, فمن يزرع وحده حري به أن يحصد وحده, ومن يكافح لتحقيق أهدافه الإيجابية ليس عليه أن يرهن ذلك بما يظنه أو يقره أناس لا علاقة لهم بتقرير مصير الإنسان ولا سلطة أخلاقية لهم في تحديد نوع خياراته الشخصية السلمية.
يُنسب للإمام الشافعي قوله: “ما حك جلدك مثل ظفرك فتول أنت جميع أمرك وإذا قصدت لحاجة فاقصد لمعترف بفضلك”. وفق معطيات عالم متغير حري بنا قول: “ما حك جلدك مثل ظفرك فتول أنت جميع أمرك وإذا قصدت لحاجة فاقصد نفسك!

السياسة

تعليقات

اكتب تعليقك