وليد الغانم يكتب - وطنيتهم أمام الميكرفونات فقط

زاوية الكتاب

كتب 584 مشاهدات 0


القبس
بعض المسؤولين في الدولة إذا تحدث عن الوطنية والوحدة والمواطنة ومكافحة الفساد والعدالة والاخلاص في العمل والأمانة ابهرك بحسن الفاظه وعمق كلماته حتى تقول في نفسك لو في من هالمسؤول عشرة لانصلحت الديرة، ولكن اذا دققت على اعماله في موقعه أو تابعت قراراته الادارية وافعاله في دوامه، لصعقت من هول التناقض بين ما يقوله في فضاء الاعلام وبين ما يفعله في الواقع.
قياديون ونواب وسياسيون واعلاميون بمختلف المواقع والمناصب يطلون علينا يومياً في الصحف والتلفاز والاذاعة ووسائل التواصل الاجتماعي يبكون من شدة وطنيتهم ومحاربتهم للطائفية والعنصرية والقبلية، وترثى لحالهم لفرط حزنهم على الفساد وتتأثر بدعواتهم للاصلاح وتطوير مرافق البلد، وفي الحقيقة فإنما يقومون به للتمثيل على الشعب فقط، ولاطالة أمد بقائهم في مناصبهم، ولتعظيم استفادتهم الخاصة من مقدرات الدولة.
تجدهم منشغلين عن وظيفتهم الرسمية ومشغولين باعمالهم الخاصة، مفرطين بحقوق الدولة ومتعصبين لحقوقهم الخاصة، مضيعين لاماناتهم ومسؤولياتهم ومتمسكين بامتيازاتهم ومكافآتهم، ظالمين للمواطنين والمخلصين ومنحازين لاصحابهم وجماعتهم والمقربين منهم، جاهلين بفنون الادارة والقيادة، وبارعين في ادارة الصراعات والمشاحنات في عملهم، ميزتهم إتقان «التقلقس» والنفاق الرسمي واخفاء مواطن الفساد والتستر على الفوضى في مؤسسات الدولة واستغلال مناصبهم في التنفع والتنفيع لآخر رمق، فاذا كانت هذه صفات بعض المسؤولين - الا من رحم الله - فماذا ننتظر منهم سوى الفشل والضياع وتفشي الظلم والفساد؟ لذلك لا تحكموا على اولئك المسؤولين والنواب والاعلاميين من خلال مقابلاتهم واقوالهم او تصريحاتهم او تغريداتهم واحكموا على افعالهم وقراراتهم ومواقفهم فهي الشاهد الحقيقي على ما في قلوبهم.. والله الموفق.

وليد عبدالله الغانم

الآن - القبس

تعليقات

اكتب تعليقك