عن الحقيقة الفاضحة لزمر الحكم في عالمنا العربي!.. يكتب محمد الشيباني
زاوية الكتابكتب أغسطس 22, 2015, منتصف الليل 429 مشاهدات 0
القبس
الحروب.. الفاضحة!
د. محمد بن إبراهيم الشيباني
الحروب الفاضحة أو المفضحة لمشعليها أو مديريها، يبدأون بها في السر وعندما يطول أمدها لا يلبث أن يخرج مدبروها من أوكارهم، وينفضح سرهم الذي أخفوه بداية الحرب، مثال ذلك في العراق وسوريا واليمن، فقد كشفت لنا الحرب في هذه الدول أولاً: فساد حكامها وبطاناتهم الخائنة، وكشفت لنا مواقعها على الخرائط ومن خلال ضرب المناطق والقرى أو احتلالها كما في اليمن كشفت كم هو الفقر والفاقة والتأخر والجهل في محافظاتها، مع أن حاكمها وصل ما يملكه وأسرته إلى أكثر من ستين مليار دولار مودعة في بنوك الدول المختلفة، ومنها الإمارات العربية المتحدة، ومعروف أن علي صالح لم يكن من أسرة غنية، وهو شخصية غير معروفة، ومعلومة المصادر التي جمع ثروته من خلالها وهي مساعدات الدول الخليجية التي لم تفتر في وقت من الأوقات عن مساعدته ومساعدات الأمم المتحدة في برامجها المختلفة ودول الغرب في المشاريع كذلك المتنوعة التي تستثمرها في اليمن، ناهيك عن بيع الآثار والنفط وموارد أخرى، وكل ذلك في مدة ثلاث وثلاثين سنة ينهك فيها ميزانية اليمن، ولم تستفد محافظة واحدة من المحافظات الاثنتين والعشرين محافظة منها لا صحيا ولا اجتماعيا ولا اقتصاديا ولا تعليميا ولا علميا ولا ثقافيا.
وعندما نتكلم على فضيحة علي صالح ونظامه وحزبه وزبانيته، ينسحب هذا كذلك على طاغية الشام بشار الأسد، ومنذ تولي والده حكم سوريا والاستبداد فيها والفتك بأهلها وإفقارهم، فلم يكن الشعب السوري في الماضي بأحسن منه اليوم في حالة الحرب التي يعيشها، فهذا الشعب لم يعش مستقرا طيلة نظام أسرة الأسد البعثي وزبانيته وسجونه ومعتقلاته، فالذبح والتعذيب والاختفاء كان يشمل الألوف من السوريين مثلما يفعل بهم اليوم حلفاؤه الذين يحكمون الشام ويعقدون المؤتمرات والتحالفات نيابة عنه، وهو الذي يطرد وما زال الشعب السوري من بلده، ويقتل ويحطم ما تبقى من إنسان وعمار عن طريق البراميل المتفجرة والطائرات الروسية الجديدة بصواريخها المتطورة.
هذه الأسرة تملك كذلك من أموال الشعب ومن العطايا العربية والدولية المليارات، ولكن كشفت لنا الخرائط السياسية مدى حجم الفاقة والجهل والفقر في كثير من مناطقها وقراها.
أما فاسدو العراق فلا يبتعدون كثيرا عن نظام علي صالح وبشار الأسد في سرقة البلد وتجهيل أهله وإفقارهم منذ سقوط نظام البعث، وهاهو الشعب يخرج في تظاهرات ضد الفساد والسراق.
هذه هي الحقيقة الفاضحة لزمر الحكم في عالمنا العربي، وكيف تكونت ثرواتهم، وكيف كانت تعيش شعوبهم قبل الحرب وبعدها، وكأن شياطين وأرباب هذه الحروب الفاضحة يريدون مساومتهم على حقوق تلك الشعوب البائسة المحرومة ولا يريدون أن تستردها! والله المستعان.
تعليقات