(تحديث1) أوباما يرفض بقاء الأسد
عربي و دوليوصف الحكومات التي تقمع معارضيها بالضعيفة ومن تخشى شعبها بأنها 'ستنهار'، وبوتين يدعم نظام بشار
سبتمبر 28, 2015, 6:17 م 3723 مشاهدات 0
دعا الرئيس الأميركي، باراك أوباما، في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة اليوم الاثنين، إلى مرحلة انتقالية في سوريا تستثني بشار الأسد، معرباً عن استعداده للعمل مع روسيا وإيران بهذا الشأن.
ووصف أوباما الأسد بـ'الطاغية قاتل الأطفال'، مذكراً بأنه يقصف الأحياء السكنية بالبراميل المتفجرة.
وشدد على أنه 'لا يمكن حل النزاعات باللجوء إلى القوة ومفاهيم العنف'. واعتبر أوباما أن 'أي حل يفرض في القوة في أي مكان يكون مؤقتا وغير دائم'، مضيفاً أن 'الديكتاتوريات وسجن المعارضين يظهر هشاشة الأنظمة' التي تقوم بها.
وفي سياق آخر، كشف الرئيس الأميركي، أنه لن يتردد في 'استخدام أقوى جيش في العالم للدفاع' عن حلفائه. كما قال إن 'على المجتمع الدولي أن يتوصل لبناء نظام قائم على العدالة والإنسانية'، مضيفاً: 'نواجه بعض الأصوات التي تشكك بمثل ميثاق الأمم المتحدة'.
وتابع: 'عملنا لم ينته بعد وهناك تيارات تعمل على إعادتنا إلى الخلف'، مضيفاً أن 'بعض القوى تراهن على القوة وتعمل على تقويض القانون الدولي.. بعض القوى تستغل الطائفية وذرائع قومية لتقويض الاستقرار ونشر الفوضى'.
وتطرق الرئيس الأميركي إلى الاتفاق النووي مع إيران، قائلاً: 'قمنا مع شركائنا بالتوصل إلى اتفاق نووي مع إيران.. الاتفاق مع إيران شامل ويجنب العالم انتشارا للسلاح النووي'.
وفي سياق آخر، هاجم أوباما سياسة بوتين في أوكرانيا لكنه نفى نية واشنطن عزل موسكو، كما انتقد سياسة بوتين في اللجوء إلى القوة في حل النزاعات الدولية. وقال: 'لا يمكننا الوقوف مكتوفي الأيدي إزاء ضم القرم وتهديد أوكرانيا.. لا مصالح لنا في أوكرانيا لكننا لن نقبل بتكرار سيناريو ضم القرم'.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون قد افتتح اليوم أعمال الجمعية العامة للمنظمة الدولية بدعوة أوروبا لبذل مزيد من الجهود لحل أزمة الهجرة.
وصرّح بان كي مون أمام قادة العالم خلال الجمعية العامة التي تضم 193 دولة، 'أحث أوروبا على القيام بمزيد' من الجهود. مؤكدا أمام الجمعية أن معالجة هذه الأزمة يجب أن تكون 'بموجب القوانين الدولية وحقوق الإنسان والتعاطف'.
وأضاف أن الحل في مواجهة هذه الظاهرة 'ليس عبر بناء جدران' - كما فعلت المجر على سبيل المثال- وإنما عبر معالجة أسباب هذا النزوح مثل الحروب والاضطهاد الديني.
وتابع بان كي مون أن '100 مليون شخص في العالم بحاجة لمساعدة إنسانية فورية' إضافة لـ 60 مليونا نزحوا من منازلهم أو لجأوا إلى دول أخرى.
وقال 'لم يحدث أبدا أن نزح الناس بمثل هذه الأعداد' هربا من نزاعات أو كوارث أو مجاعة.
ولفت من جانب آخر إلى أنه دعا لاجتماع وزاري الأربعاء في الأمم المتحدة على هامش أعمال الجمعية العامة في محاولة لتحديد 'مقاربة شاملة' لمواجهة أزمة الهجرة.
فيما قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن روسيا ليس لديها خطط الآن لنشر قوات مقاتلة في سوريا، مؤكدا أنه لا توجد وسيلة أخرى لتسوية الصراع السوري سوى تعزيز سلطة (الرئيس) بشار الأسد.
وفي مقابلة مع شبكات تلفزيون أميركية سُجلت قبل اجتماع مع نظيره الأميركي باراك أوباما وبثت أمس الأحد، قال بوتين إن الهدف من الوجود العسكري الروسي في سوريا هو 'دعم حكومة الرئيس بشار الأسد ضد الجماعات الإرهابية'.
وقال بوتين، في نسخة نشرها الكرملين للمقابلة مع شبكتي 'سي بي إس' في برنامج '60 دقيقة' و'بي بي إس' التلفزيونيتين الأميركيتين 'روسيا لن تشارك في أي عمليات ميدانية على أراضي سوريا أو في دول أخرى' قبل أن يستدرك 'على الأقل لا نخطط لذلك الآن'.
حضور روسي
وعززت روسيا وجودها العسكري في سوريا بالأسابيع الأخيرة، مع اتهام مسؤولين أميركيين موسكو بإرسال طائرات مقاتلة ودبابات ومعدات أخرى لمساعدة الجيش السوري.
وكانت وسائل إعلام أميركية قد تداولت صورة حديثة، ملتقطة عبر الأقمار الاصطناعية، لما يفترض أنه طائرات روسية على مدرج مطار عسكري بمحافظة اللاذقية غربي سوريا.
غير أن وزير الخارجية الأميركي جون كيري قال، في تصريحات له الأسبوع الماضي، إن الطائرات تظهر وكأنها موجودة للدفاع عن القوات الروسية في سوريا.
وأعطى التعزيز العسكري المفاجئ لدعم للأسد، وأزمة اللاجئين التي انتقلت من المنطقة إلى أوروبا، أهمية لمحاولات حل الصراع السوري.
وتدهورت العلاقات الأميركية الروسية بسبب الأزمة الأوكرانية، على الرغم من تقاسم الجانبين المخاوف من التهديد الذي يمثله تنظيم الدولة الإسلامية، في الوقت الذي يختلفان فيه على أسلوب تحقيق ذلك.
وتقول موسكو إنه يجب إشراك دمشق في الجهود الدولية لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية، وهو طلب ترفضه الولايات المتحدة والدول الغربية الأخرى.
وقال بوتين 'لا توجد وسيلة أخرى لتسوية الصراع السوري سوى تعزيز المؤسسات الحكومية الشرعية القائمة ودعمها في حربها ضد الإرهاب'.
وكشف الرئيس الروسي عن أنه يوجد لدى سوريا 'أكثر من ألفي متشدد من الاتحاد السوفياتي السابق' مضيفا 'بدلا من انتظار عودتهم إلى الوطن، علينا أن نساعد الرئيس الأسد في قتالهم هناك في سوريا'.
وفي مقتطف من المقابلة، وصف بوتين الدعم الأميركي لقوات المعارضة ضد الأسد بأنه غير شرعي وغير فعال، وقال إن المقاتلين الذين تدربهم الولايات المتحدة يغادرون للانضمام إلى تنظيم الدولة الإسلامية بأسلحة زودتهم بها واشنطن.
وحث منتقدون أوباما على أن يصبح أكثر حسما بالشرق الأوسط وسوريا، حيث تقول الأمم المتحدة إن 250 ألف شخص قُتلوا بعد نحو أربع سنوات من الصراع، ويقولون إن عدم وجود سياسة أميركية واضحة منح تنظيم الدولة الإسلامية فرصا للتوسع.
وفي رده على سؤال حول 'أسباب دعم روسيا لرئيس يستهدف شعبه' في إشارة لبشار الأسد، قال بوتين 'أنتم ترددون دائما بأن الأسد يحارب شعبه، ولكن انظروا من يسيطر على 60% من مساحة سوريا، إنها تنظيمات كداعش (تنظيم الدولة) والنصرة'.
ومن المقرر أن يُجري أوباما وبوتين محادثات، اليوم الاثنين، بعد إلقاء الأخير كلمة أمام الأمم المتحدة على الرغم من اختلاف مسؤولي البيت الأبيض والكرملين بشأن ما سيناقشه الزعيمان، وحتى بشأن من الذي بادر بالاجتماع.
تعليقات