صدور دليل عملي لإعادة تدوير المعدات الالكترونية

الاقتصاد الآن

446 مشاهدات 0


بمناسبة انعقاد مؤتمر التضامن الرقمي (في مدينة ليون، فرنسا)، تطلق اليونسكو اليوم دليلاً لإعادة تدوير المعدات الالكترونية موجهاً للمقاولين وأصحاب المشاريع. وتشترك اليونسكو في هذه المبادرة مع كل من وكالة البيئة وإدارة الطاقة، ومؤسسة تيك إيتيك الاستشارية، وجمعية إماوس للتضامن واغادوغو، ومشاغل دو بوكاج، ومنظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية.
ويأتي صدور هذا الدليل في وقت يزداد فيه الاهتمام بأثر نفايات المعدات الالكترونية على الصحة البشرية وعلى البيئة. وبحسب ما يفيد الاتحاد الدولي للاتصالات ومكتب غارتنر، سوف يفوق عدد الهواتف الخلوية المستخدمة عبر العالم 4 مليارات جهاز أواخر العام الحالي، في حين يفوق عدد الحواسيب الخاصة المستخدمة حالياً المليار جهاز. وتدعو هذه الأرقام إلى التفاؤل علماً بأن الفجوة الرقمية في تقلص متواصل، فنحو 58٪ من أجهزة الحاسوب تلك موجودة اليوم في البلدان المتقدمة النمو، لكن هذه النسبة ستهبط إلى 30٪ في هذه البلدان بحلول العام 2014 حين سيتجاوز عدد الحواسيب الخاصة عتبة الملياري جهاز. إلا أن المقلق في الأمر هو استبدال نحو 180 مليون جهاز حاسوب بأجهزة جديدة خلال العام الحالي، هذا ويقدر عدد الأجهزة المرمية في مكان ما بـ35 مليونا بالرغم مما تحتويه من مواد سامة.
يصدر دليل إعادة التدوير باللغة الإنجليزية (وعنوانه Entrepreneur’s Guide to Computer Recycling) والترجمة الفرنسية عما قريب. ويطمح الدليل إلى تطوير الاختصاصات اللازمة لإدارة ازدياد حجم النفايات الناجم عن أسواق المعدات الالكترونية الجديدة أو المستعملة في سبيل حماية البيئة والصحة البشرية. وتطال هذه الظاهرة كافة البلدان وبالأخص البلدان النامية.
ويهدف المشروع أيضاً إلى تهيئة فرص جديدة للنشاطات الاقتصادية. فهو سيضع في أيدي المنظمات غير الحكومية والجهات الفاعلة في التنمية المحلية أدوات تسمح لهم بمواكبة إنشاء المؤسسات الصغيرة والصغيرة جداً. إضافة إلى ذلك، يمكن للأشخاص المعنيين تكييف الدليل وفق الشروط والظروف المحلية بما أنه صادر دون أي حقوق نشر.
يمكن تحميل المجلد الأول مجاناً على الشبكة (www.ticethic.com/guide) وسوف يليه مجلد عملي آخر يحتوي على وصف لعمليات إعادة التدوير، ونصائح عملية، ونماذج للممارسات داخل الشركة كما يجري في بوركينا فاسو وفرنسا والهند على سبيل المثال.
يفضل إعادة استخدام المعدات الباطلة أو غير المستعملة على إتلافها لأن ذلك يسمح بتوفير معدات بسعر أقل للمستخدم، وبتحسين مردود المواد الأولية والطاقة المستخدمة خلال تصنيع الأجهزة، وبتقليص كمية المعدات المتوجهة إلى مكب النفايات. وغالباً ما تتطلب عملية إعادة الاستخدام عمليات تصليح وصيانة وتجديد.
ويجب تفكيك المعدات والمركبات الالكترونية التي لا يمكن إعادة استخدامها، وذلك من أجل استرجاع المواد الأولية بشكل يحترم البيئة. فأجهزة الحاسوب تحتوي على مواد يمكن استردادها كالمعادن الحديدية وغير الحديدية (ألومنيوم، نحاس)، والمعادن الثمينة كالذهب، والبلاديوم والفضة والإنديوم والجاليوم. كما وأن ارتفاع أسعار المواد الأولية يجعل عملية الاسترجاع هذه عملية مغرية.
ومن المنتظر أن تتوفر على شبكة الانترنت معدات تسمح للمقاولين بتبادل الخبرات. ونظراً لارتفاع عدد الحواسيب المستخدمة في العالم، من 55 مليون في الصين عام 2007 مثلاً إلى نصف مليار في 2015، فإن تبادل الخبرات أمر سوف يصبح ضرورة ملحة في الفترة القادمة.

الآن - مختار مسعود

تعليقات

اكتب تعليقك