المحاربون القدامى إما متعصبون دينيون وإما مأجورون.. هكذا يعتقد محمد الشيباني
زاوية الكتابكتب أكتوبر 23, 2015, 11:40 م 653 مشاهدات 0
القبس
ثم ماذا بعد القتال؟!
د. محمد بن إبراهيم الشيباني
أجمل الكلمات، التي قيلت في القتلة، قول ذلك الحكيم: «النهاية في المتحاربين بعد الانتصار على أحدهما بالقتل والإبادة شرف ونصر وظفر وأوسمة ومفاخر»!
تسمع هنا وهناك بجمعيات المحاربين القدامى يلتقون، يحتفلون كل سنة، أو يدعون إلى احتفال ما، أو قل تكريماً، وتراهم يحضرون بكامل زينتهم، وأعني بذلك منهم قد رصوا أوسمتهم التي نالوها على صدورهم، وقد تزيد فلا مكان لها على صدورهم، فتراهم قد وضعوها على الأكتاف والبطون!
من هؤلاء المحاربون القدامى؟ وهل كل محارب قديم نزيه، شهم، نظيف، إنساني؟! دفاعه كان عن حق ووطنية وشرف محاربة، وقناعة في تلك الحروب؟! أم هي القذارة التي تسمى مدافعة، وهي انتهاك لكل الأخلاق الدينية والإنسانية، حتى إنه إذا عاد بذكرياته ومشاركته في تلك الحروب وأفعاله، فيها تقززت نفسه وقرف هو قبل غيره من إنسانيته، كيف كانت بهذا الانحطاط والإجرام، عندما أباد النساء والأطفال والشيوخ، وكل قائم من بناء من دور عبادة وعيادات علاج ومشافٍ، وكيف كان يقطع المقاتل المخالف له أوصالاً!
المحاربون القدامى -إلا من رحم- إما متعصبون دينيون وإما مأجورون يلاحقون المادة في كل بقعة من العالم، أي تأجير للقتل والجريمة، يتلذذون برائحة الدماء، فهي عندهم لا تزكم أنوفهم، بل يعدون هذه الرائحة عطراً من العطور التي يحبها الناس ويتجمّلون بها في أوقات الترف والزينة!
معظم أصحاب الأوسمة أو قل الموت الجماعي، حيث في ساحات المعارك هكذا هي حالهم قتل وإبادة جماعية.
المحارب القديم لماذا كان يدافع عن الباطل والزور والظلم، وبعضهم عملاء وخونة حتى النخاع؟!
المحارب القديم المحظوظ منهم، أو قل السعيد من يبكي على خطيئته من سوء أفعاله وكبائر أعماله ما تبقى من حياته.
المحارب القديم كان يشرب الخمر وقت تعذيب الأسرى ويغتصبهم وبناتهم، وكأنه في عالم غير عالمه، وحياة غير حياته التي يعيشها من التلذذ اللإنساني، فالقوة حرمتهم العقل.
ان معظمهم مجرمون، قتلة، سفاحون، لا إنسانية لديهم، ولا ضمير وما أجمل كلمة ذلك الحكيم أختم بها مقالتي حين قال: «جشع المخلوق الغريب في سبيل الحكم والتسلط وغرور هذا الإنسان إلى التراب ..». والله المستعان.
* * *
• المحارب القديم
كل ما ذكرته عن المحارب القديم من سوء لا يعني أنهم كلهم سواء في العالم، بما فيه عالمنا العربي والإسلامي، ولكني أرى أن الأغلب سيئ مختال، اعتد بقوته في وقت من الأوقات، لم يعط ضميره وإنسانيته ودينه أي ذرة من اهتمام.
تعليقات