التخلف سيستمر والتراجع سيتسيد ويتمدد أكثر وأكثر في الكويت.. كما يتوقع صالح الشايجي
زاوية الكتابكتب أكتوبر 25, 2015, 11:44 م 665 مشاهدات 0
الأنباء
بلا قناع - لا تتفاءلوا!
صالح الشايجي
كثيرا ما يتم تداول صور على مواقع التواصل الاجتماعي، تعود الى عقود ماضية من السنين، بما يزيد على أربعين أو خمسين عاما وربما الى أكثر من ذلك.
وتتم مقارنة الوقت الراهن بالوقت الذي التقطت فيه هذه الصور، فتكون النتيجة ـ مع الأسف ـ لصالح الماضي وليست لصالح الوقت الراهن.
وأنا لا أعني بذلك الكويت فقط بل ـ مع الأسف ـ معظم الدول العربية التي تنطق الصور الملتقطة فيها قديما لصالح ماضيها وخسارة واقعها الحالي.
بل إن الأمر يتجاوز الدول العربية ليشمل بعض البلاد الإسلامية مثل المنكوبة الآن «أفغانستان» والتي تظهر صور خمسينياتها وستينياتها مستوى الرقي والجمال الذي يعيشه الأفغان في بلادهم آنذاك مقارنة بواقعها اليوم وما يحدث فيها يوميا من قتل وإرهاب وموت متعاقب يقفز على الأسوار ولا يدق الأبواب.
وكذلك الحال في «إيران» و«باكستان».
إن السبب في ذلك التراجع وغلبة الماضي للحاضر وهزيمته، سبب معروف لنا جميعا وحكوماتنا ـ قبلنا ـ تعرفه وبأكثر منا، ورغم ذلك فلا أحد يجرؤ على إعلانه وذكره، حتى نبدأ الحل ونستأنف المسير علنا نلحق ببعض من ذلك الماضي.
لعل قارئا يتساءل الآن، ما هو هذا السبب؟ ولماذا لا تصرح به؟
فأقول ـ وكلي ثقة بنفسي ـ أنا أيضا لا أجرؤ، ولو جرؤت وأعلنته فربما عرضت نفسي وجريدتي إلى ما لا تحمد عقباه!
وفي ظني أن التخلف سيستمر والتراجع سيتسيد ويتمدد أكثر وأكثر وربما طاول مجتمعات أخرى تعيش بحبوحة النمو والتقدم والسعادة.
إن التفاؤل في هذا الخصوص هو مثل الحمل الكاذب، هو وهم وخيال وسراب، يطلقه من لا يقدرون خطورة التفاؤل بعودة الحياة الى جسد ميت.
صرنا أغنى وأتخمت جيوبنا بالأموال، ولكن عقولنا باتت على وشك الفراغ الكامل.
تراجع الوعي والإدراك والحس بقيم الخير والجمال، وزاد التعلق بقيم القبح والشر.
لم يعد للجمال قيمة عندنا صرنا نزدريه وربما نحرمه ونعيبه، لا جمال الروح ولا جمال الشكل ولا أي نوع من أنواع الجمال.
العقول انشغلت بالهدم بدل انشغالها بالبناء.
استبدلنا الكراهية بالحب، والتنافر بالقرب.
نتباغض ونتحاسد ونتقاتل، ونتباهى بكم الدماء التي أسلناها وكأنما جئنا هذه الحياة من أجل الموت والقتل.
فلا تتفاءلوا!
تعليقات