الكويت تغرق في الفساد

الكويت تغرق في الفساد

زايد الزيد 

 

عاشت البلاد قبل يومين، مأساة بكل ما تحمل الكلمة من معنى، فالأمطار نعمة من نعم الله تعالى، لكنها عندنا تتحول وبسبب الفساد الى نقمة بسبب سوء البنية التحتية في البلاد من طرق متهالكة ومنفذة بشكل خاطيء هندسيا وبسبب سوء شبكات الصرف الصحي، ولعل ما شهدناه صباح الأربعاء الماضي من غرق الشوارع واغلاقها بسبب تجمع مياه الأمطار، والصور ومقاطع الفيديو التي تم تداولها عبر مواقع التواصل الاجتماعي علاوة على معايشة معظم المواطنين والمقيمين لتلك الأحداث، هي أبلغ دليل واضح لا لبس فيه أن الفساد وصل الى مستويات قياسية، فهل من المعقول ان مناطق حديثة في البلاد وشوارع يتم الانتهاء من انشائها وصيانتها قبل شهور، تغرق بسبب سوء انشائها أو انسداد فتحات مياه الصرف الصحي، ولم يصل الأمر عند هذا الحد، بل وصل الخرير الى بعض المدارس وأخرى شهدنا تجمع مياه الأمطار في ساحاتها، وهذا ما جعل مسؤولي وزارة التربية يقررون عطلة رسمية للطلاب والطالبات، بسبب «فضيحة غرق المدارس» وخوفا من «كشف المستور».

 

ان فساد بعض المشاريع في البلاد عقب موجة الأمطار في البلاد مؤخرا، يستوجب محاسبة فورية، فالأمر هنا ليس متعلقا بسرقة مال عام فقط بل تجاوز الأمر ليشكل مخاطر حقيقية على صحة وسلامة كل مواطن ومقيم في البلاد، فلولا العناية الالهية ولو كانت كمية الأمطار أكبر لكانت الفضيحة أكبر وتصل الى مستوى الكارثة، فيكفي ان نعرف على سبيل المثال ان العواصف والأمطار الرعدية كشفت عن عبث حكومي بصحة وسلامة الموظفين من خلال انهيار مبان تابعة لاحدى الادارات في الجمارك من «الكيربي» يفتقد لأبسط الاشتراطات الخاصة بالأمن والسلامة، فأي استهتار وعبث هذا؟!.

 

ويبدو ان العبث الحكومي في هذا الشأن، يفتقد الذاكرة فقبل أكثر من عام شهدت البلاد موجات أمطار وسيول في بعض المناطق الصحراوية وعواصف رعدية على مدى يومين وغرقت معظم الشوارع بسبب سوء المشاريع الخاصة بالصرف الصحي حتى وصل الأمر انه بعد هدوء أجواء الطقس عاشت شوارع البلاد مع ظاهرة تطاير الحصى والذي كشف عن فساد رصف الشوارع، فهل تابعت الحكومة هذا الأمر وشكلت لجان التحقيق أو حاسبت المقاولين المشرفين على تلك المشاريع أم أن الأمر تم تناسيه عمدا؟

النهار- مقال يفرض نفسه