يا عادل الجبير كُن جَبَّارا !! بقلم صالح المزيد
زاوية الكتابكتب صالح المزيد أكتوبر 31, 2015, 4:04 م 2480 مشاهدات 0
قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ﴾
وقال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ قَاتِلُواْ الَّذِينَ يَلُونَكُم مِّنَ الْكُفَّارِ وَلْيَجِدُواْ فِيكُمْ غِلْظَةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ﴾
آيات بينات من القوي العزيز جل جلاله تُبين لنا كيف نتعامل مع الكفّار المعتدين اللذين شرهم وصل إلينا واهلَكنا!، واجب علينا أن نتعامل معهم بالغلظة والشدة سواء بالفعل أو بالقول بما يناسب الواقعة على الأرض وبأنواع الجهاد وفق الضوابط الشرعية الإسلامية، من هذا المنطلق أدعو الأخ عادل الجبير وزير الخارجية السعودي ان يكون جباراً شديداً غليظاً على من أعتدى على المسلمين في شتى بقاع العالم لاسيما الشعب السوري، فالملف السوري مثال صارخ على تعدي الكفار على المسلمين واراضيهم عبر قتلهم والإحتلال السافر لأراضيهم ودولتهم وتهجيرهم وتشتيتهم!
يا اخ عادل .. إنَ كثير من الأُمة الإسلامية متفائلين بك وبتحركاتك وبتصريحاتك التي تزرع الأمل الى حد 'مقبول!'، نعم على كاهِلُك مسوؤليات جِسام خاصة بما يتعلق بالملف السوري، فلا تلين مع أمريكا الكاذبة وروسيا المحتلة والغرب المتواطئ أو الخائن إن صح التعبير، فالثورة السورية المجيدة ثورة كشفت المستور وكلٌ ظهر على حقيقته، وأنتَ يا أخ عادل تمثل بلاد الحرمين الشريفين بقاع قبلة المسلمين ومركز العالم الإسلاميّ، فأنتَ لست بالرجل الإعتيادي كأي وزير خارجية لدولة ما، بل أنتَ تمثل بقاع قبلة المسلمين لذا التكليف على كاهِلُك ثقيل، واجب عليك أن لا ترضخ أو تستكين، وأقولها مدوية ! لا تُكثر من 'البراغماتية السياسية' وتتحاور مع من أحتل الشعب السوري وهم الروس أو من تواطئ وخذل وكذب كأمريكا والغرب عامةً بحِوارات الأصل فيها إطالة أمد بقاء بشار الطاغية في مقعده وقتل الشعب السوري المنكوب وتهجيره!، ولا حوار أيضاً مع إيران التي تقتل الشعب السوري عبر ملاحقها وجنودها الفارسيين ولا تزال تفعل وتقتل فيهم!، يا أخ عادل حوار من هذا النوع ومع طرف من هذا الجنس النجس! ليس حوار بل هو دمار!، فلا تنخدع بالوعود الغربية الكافرة بالإسلام أصلاً وتريد سحك المسلمين في كل مكان، يا أخ عادل اغلظ عليهم وليكُن الحوار معهم محدد النطاق فيصليّ يتبعهُ قرار الحزم وهو أن تنسحب روسيا من الإحتلال لسوريا وأن يرحل بشار الطاغية مع نظامه!، أو الحسم العسكري قادم وبقوة عبر تزويد الجيش الحُر والثوار الأحرار ترسانة كبرى باسلحة ثقيلة نوعية، وإجراء حظر للطيران كغطاء جوي يُمَكن بهِ الثوار من تحقيق الحسم وإسقاط بشار ونظامه!، فإنَ السعودية وتركيا وقطر وباكستان قادرين على تشكيل تحالف دولي لتحقيق ذلك إذا 'ائتلفوا'!
فإنْ استدامَ الأمر على هذه الحوارات يا أخ عادل مع الخائنين والمحتلين والكاذبين والنَفَس فيها يطغى عليهٍ 'البراغماتية السياسية' الزائدة فمصير الشعب السوري سيكون مصير الشعب الفلسطيني بل أشد!، ويكون الملف السوري بيد الدول الخمس صاحبة حق الڤيتو!، والدول الإسلامية وعلى رأسهم المملكة العربية السعودية تكون خارج التغطية لا دور لها وهي المعنية بالأصل اقصد السعودية كدولة أقليمية كبرى تتقلد رئاسة العالم العربي والأثقل فالعالم الإسلاميّ وهذا هو الواقع والصحيح!!
إلا أنَ تصريح جون كيري وزير الخارجية الأمريكي ولافروف وزير الخارجية الروسي بعد الإنتهاء من الحوار الأول في فيينا يوم الجمعة حيث قالا: ( أنهما إتفقا على ضرورة أن تخرج سوريا من الحرب كدولة علمانية موحدة!!!)، يا أخ عادل كيف تقبل لهما ان يحددا النظام السياسي لسوريا بنظام علماني؟ دون الرجوع لإرادة الشعب السوري صاحب الأرض؟، وسوريا دولة مسلمة شعبها مسلم أرضها في العالم الإسلامي 'العربي!'؟؟!، هل تقبل أن يقوم هؤلاء الكفار في تحديد مصير شعب مُسلم وأنتَ تمثل بلاد الحرمين الشريفين وبقاع قبلة المسلمين!؟، كيف تقبل ان يقال أنها حرب وهذا تشويه لثورة مجيدة إندلعت لمواجهة النظام الأسدي الطاغي؟، كيف تقبل يا أخ عادل؟!
و يا أخ عادل مطلوب أن يكون الطرف السوري وهو المعني الأول وصاحب الشأن حاضراً في جميع الحوارات، إني أعلم ان الأمر مُعقد بين القوى السياسية والقوى الثورية العسكرية في سوريا، وهنا!!! على المعارضة السورية أن تحترم نفسها وتتحمل مسؤولياتها وتتوحد وتشكل ائتلاف وطني حقيقي يكون مظلةً للشعب السوري، دورك هنا يا أخ عادل كبير في مساعدة الشعب السوري 'سياسياً!' بتشكيل هذا الائتلاف!
لا تضيع البوصلة، ويكون مصير المسلمين بيد هؤلاء الكفار المعتدين!! الذين شاركوا في حمام الدم في سوريا ظُلماً وجوراً واحتلالاً كلٌ حسب طول يده ويكون حال المؤمنين في سوريا تحت سلطان وسطوة الكافرين!، قال تعالى: ﴿ وَلَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً ﴾
يا اخ عادل كن جباراً عليهم واغلظ عليهم وليكون القرار سريعاً أما أن يرحل بشار ونظامه فوراً ويتوقف من ينصرهُ عن تقديم الدعم له، وأما الحسم العسكري !
وأكرر .. لتكون السعودية الشقيقة الكبرى هي من يتحكم بالملف السوري ولتكون هي الأثقل في المعادلة السياسية لا قولاً فحسب بل فعلاً على الأرض نحو تحقيق إرادة الشعب السوري !
بقلم/ صالح المزيد
تعليقات