سعاد المعجل تدافع عن العلمانية: ليست مصدراً للإرهاب

زاوية الكتاب

كتب 692 مشاهدات 0


القبس

العلمانية ليست مصدر الإرهاب

سعاد فهد المعجل

 

«العلمانية مصدر للإرهاب» عنوان لمقال اراد فيه احد الاخوة من تيار الاسلام السياسي ان يحمّل «العلمانية» وزر تطرف الشباب الذي افرز داعش وجبهة النصرة وجيش الاسلام وجيش الفتح، وهكذا.. وذلك حين عمدت الاقلام والمنابر العلمانية الى تشويه عمل الحاضنات التربوية التي لا تتوافر الا عند الجماعات الاسلامية المعتدلة!
المقال من بدايته وحتى نهايته يكرر مدى «اعتدال» التيارات الاسلامية.. ودور التيارات الليبرالية والعلمانية في تشويه التيار «الاسلامي» المعتدل وتحجيمه وتقييد حريته، مما ادى وبشكل مباشر بحسب قول الكاتب الى نشأة الفكر المتطرف!
بداية.. كنت اتمنى لو ان الاخ الفاضل قد اشار بالاسم الى تيار اسلام سياسي معتدل واحد! وتمنيت لو انه استرسل في رصد الاسباب التي جعلت الدولة تصرف الملايين على مؤسسات تطمح الى تعزيز الوسطية التي لا تزال مفقودة بالرغم من كل هذه الاموال المرصودة! تمنيت لو انه ذكر اسم مؤسسة أو جهة «علمانية» واحدة على حسب قوله ساهمت في اذكاء داء التطرف والعنف. ويا حبذا لو ان الكاتب الفاضل لا يجتر حادثة المفرقعات الشبابية في الستينات التي يرددها الاسلام السياسي كدليل على عنف وتطرف «العلمانيين» والليبراليين!
كم تمنيت لو انه كان منصفاً بعض الشيء وموضوعياً في تناول قضية التطرف الخارج من احضان وقاعات بعض المساجد، آخرها كان في اعلان وزير العدل عن 97 مسجداً مخالفاً تحتضن الكثير منها اصحاب الفكر الضال والمنحرف!
تمنيت كذلك لو ان الكاتب الفاضل عاد الى مراجع التاريخ، وعقد مقارنة بين تطرف وعنف «العلمانيين» واصحاب الاسلام السياسي، واجاب عن بعض الاسئلة التي تطرح نفسها هنا: هل كان الليبراليون هم من شن الغارات على بادية العراق والكويت في بداية القرن الماضي؟ وهل كان الليبراليون حينها هم من اقترف المذابح ضد التجار والمسلوبات التي نهبت آنذاك؟ هل كان «الليبراليون» هم من اغتال القاضي الخازندار والنقراشي والبنا والسادات والمحجوب وغيرهم في مصر؟
هل اغتال «الليبراليون» الإمام يحيى حميد الدين إمام اليمن في عام 1948، وكان عمره 79 عاماً؟ وهل هم من وقف ضد انتفاضة مارس 1965 في البحرين ضد الاحتلال البريطاني؟ وهل هم من اثار ولا يزال النعرات الطائفية في العراق وسوريا؟!
لن استعرض تاريخ تيارات الاسلام السياسي الدموي، ولكنها وقفة مستحقة لكي لا يستمر مفكرو وكتّاب الاسلام السياسي في القاء اللوم على «الليبراليين» و«العلمانيين» بحسب تعبيرهم، والادعاء بأنهم هم وحدهم من يحمل لواء الوسطية والاعتدال.. وحتى لا ينكروا ان مناهج التعليم التي اخرجت هذا الفكر المتطرف الشاذ هي من صنع عقولهم واقلامهم، ولا أحد غيرهم!

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك