الإنسانية صارت استهلاكا محليا لا غنى عنه في الكويت.. بوجهة نظر علي الفضالة
زاوية الكتابكتب نوفمبر 11, 2015, 11:26 م 586 مشاهدات 0
الأنباء
نقطة من أول السطر - ما هكذا يا سعد تورد الإبل!
علي الفضالة
تذكرت هذا الشطر من البيت وأنا أرى من يطالبون بالتغيير والتطوير والتنمية.. وهم أنفسهم من يحاربون بل يدافعون عن من يخطئ.. ويرفضون تطبيق القانون والجزاء عليه.. وسبيلهم لذلك الإنسانية.. وحرام ما يصير!
فأي تناقض غريب هذا؟
تبحثون عن استقرار البلد وأمنه وأمانه، وفي المقابل تعارضون القوانين والجهود المبذولة من أجل ذلك!!
فمثلا إذا ما طرحت قضية مثل قضية البدون والتي شكلت لجنة لمناقشة أوضاعهم ومدى استحقاقهم للجنسية الكويتية والدراسات المقدمة بشأنهم وخطط تشغيلهم وتوظيفهم.. بدأتم بالصراخ والعويل وتكرار ذات الشعارات.. المساواة.. العدل.. وطبعا شعاركم دائما في المقدمة.. الإنسانية!
أيضا تنادون بتوظيف الخريجين وتوفير فرص العمل لهم.. وتبدأ الجهات المسؤولة بتنظيم استقدام الوافدين وتحديد مدة عقودهم.. حتى يتسنى لها توظيف الكويتيين.. بل تم تقديم اقتراح بفرض الضرائب على الوافدين وذلك من أجل الحفاظ على التركيبة السكانية والمستوى الاقتصادي للمجتمع الكويتي.. إلا أنه لم يطبق للأسف!
فيقفز لك أحدهم صارخا: أين الإنسانية في الموضوع؟
لقد تغربوا من أجل لقمة العيش فعلينا احتضانهم وتوفير سبل المعيشة لهم!
والله ما تغربوا إلا بسببك وبسبب تجار الإقامات!
أريد أن أعرف أي دولة في العالم تهتم مثل هذا الاهتمام بالوافدين كدولة الكويت..حتى أصبحت نسبتهم ضعف الشعب الكويتي.. وأي دولة في العالم لا تفرض الضرائب، ليس فقط على الوافدين بل على شعبها أيضا!
ناهيك عن الخدمات الصحية والتعليمية التي يشاركوننا بها.. حتى أصبحت مواعيدنا في المستشفيات تتجاوز الشهر!!
فلماذا هذا الدفاع؟
أيضا نجدهم يطالبون بالعدالة والمساواة بين المواطنين.. فكل مواطن لا يمكنه الاعتداء على أملاك الدولة وبناء ما يشاء عليها حتى لو كانت أمام منزله.. وما إن تصدر القوانين وتبدأ جرافات البلدية بالإزالة.. يبدأ المعارضون بالصراخ..
لماذا وكيف؟ إنها حرماتنا فكيف يتم الاعتداء عليها؟
ونأتي للطامة الكبرى وهي المرور.. وما أدراك ما المرور!!
بعد أن أصبح اللواء عبدالفتاح العلي على رأس العمل وبعد أن اتخذ خطوات جريئة في ضبط الأمن وسلامة السائقين في الشوارع، نحن لا نمدح الرجل أو نزكيه، فهذا هو عمله وهذا واجبه وهذا ما يحاسب عليه، أبى بعضهم إلا أن يظهر عبر شاشة التلفاز مطالبا برفع الظلم عن بعض الأشخاص بسبب المخالفات المرورية! ولا أدري عن أي ظلم يتحدث؟!
أضف إلى ذلك من بدأ بالاستهزاء عبر وسائل التواصل الاجتماعي.. وكأن الصحيح أمر مستغرب في هذا البلد!
فما نعرفه أن المخطئ ينال جزاءه.. وهو يعلم ما سبب مخالفته بغض النظر عن جنسيته.. فلماذا الدفاع عنه؟ فقط للإنسانية !!
أصبحت شماعتنا الإنسانية دائما !!
وكأن كل همومنا وأوجاعنا ستحل بها..
نعم.. نحن لا ننكر أن ديننا الإسلامي الحنيف دعا المسلمين إلى التكاتف والمحبة وأن يشد المسلم من أزر أخيه المسلم..
ولكن ليس بهذه الطريقة التي يريدها البعض..
حتى غدت الإنسانية استهلاكا محليا لا غنى عنه يستخدم في تضليل العقول ووسيلة يستخدمها البعض للتهديد بها عالميا عند منظمات حقوق الإنسان !!
نعم.. ما هكذا تورد الإبل !! وما ذكرته غيض من فيض.. فالخافي أعظم وأمر!!
فمن يريد الإصلاح عليه أن يتحمل نتائجه.. ومن يريد رغد العيش والاستقرار عليه أن يؤمن بالقانون وتطبيقه..
وكفاكم..
نعم.. كفاكم عزفا على وتر الإنسانية!
تعليقات