صالح المزيد يكتب : أردوغان يُدرّس بوتين !
زاوية الكتابكتب صالح المزيد ديسمبر 2, 2015, 10:36 م 1347 مشاهدات 0
طائرة عسكرية روسية اقتحمت الأجواء الجوية التركية وتم تحذيرها مرات كما قالت الحكومة التركية ولم تستجيب!، فقامت القوات التركية بإسقاطها!، نعم ثمة أعراف دولية وقوانين تحتم على مُخالفها تحمُل النتائج، كل الحق لتركيا في حماية اراضيها وحدودها الجوية ولا خير في حكومة تركيا لو لم تفعل ذلك الفعل المُشرف، لكن الدب الروسي بطبعه أنهُ مغرور متغطرس ويرى انهُ استاذاً يعلم الطلبة العلوم!!، لكن الرد التركي كان هو صاحب المدرسة وصاحب القوة، نعم أردوغان درس بوتين درساً عملياً لن ينساه، وهو أن تركيا لا تخضع لأحد، وتركيا لا تستكين لما يسمى بالدول العظمى 'كما تستكين بعض الدول العربية'!، والعجيب ان بوتين ادلى بتصريحات 'عبثية' يرى من خلالها مواجهة تركيا التي يتزعهما اردوغان القائد، حيث روسيا طلبت من تركيا الاعتذار على هذهِ الحادثة وقالت تركيا بصوتاً مدوياً لا اعتذار لأنهُ من حقنا وإذا تكرر الفعل ستتكرر ردة الفعل، فاصدر بوتين مرسوماً ليواجه حكومة تركيا لاسيما 'القائد' اردوغان اقتصادياً وسياحياً وعُمّالياً، انهُ عبث لا مثيل له!، وكأن تركيا هي المتعدية لا روسيا التي اخترقت الأجواء التركية دون أدنى اعتبار للأعراف الدولية!
ولو أني اعتقد أن روسيا لا تستطيع القيام بهذا المرسوم على الأرض!
وبصراحه .. لا أظن إن إنساناً مُسلماً كان يعتقد أن يقوم حاكم مُسلم في مواجهة دولة عظمى كروسيا، لأن العادة هي الإستكانة والإنكسار للأعظم!، إلا أن القائد المُسلم أردوغان كسر هذهٍ العادة وواجة الأعظم الذي تعدى بكل عزة وقوة وصمود!، وأزعم لو كان هذا التعدي الروسي على اي دولة من الدول العربية لما حصل هذا الرد كما شاهدناه من اردوغان الزعيم المُسلم لتركيا المسلمه!
وهنا فرصة جوهرية لدول مجلس التعاون الخليجي لاسيما السعودية!
الآن الأرض خصبة أكثر من قبل في تشكيل تحالف تركي سعودي ضارب، قلنا عن هذا التحالف مراراً في السابق إلا أن الآن نلح على تشكيله لأن الأرض خصبة اكثر، فتوتر العلاقة بين تركيا وروسيا يعني توتر مع ايران ايضاً، وإزاء هذا فتركيا ستُركن بعض البراغماتية التي كانت مع روسيا وإيران، يعني تشكيل التحالف التركي السعودي الآن لمواجهة خطر إيران وملاحقها بالمنطقة اضحى ممكناً اكثر من السابق لاسيما بالملف اليمني!، قد يسأل البعض ما علاقة إيران بالأمر؟، أقول إيران تحت السيادة والتحكم الروسي بل لا أُبالغ إن قلت إيران ملحق روسي في منطقة الشرق الأوسط!، ملحق روسي ليحارب بكل برود الملحق الامريكي الأوروبي في الشرق الشرق الأوسط وهو 'الخليج العربي'!
لذا لا مناص إلا أن تتبع إيران روسيا في مواجهة تركيا اقتصادياً ولربما تكون سياسياً أكثر خلال الفترة القادمة مع اختلاف حجم ودرجة المواجهة طبعاً!، إذاً فتشكيل التحالف التركي السعودي صار ممكناً اكثر من قبل، تحالف اقتصادي سياسي ثقافي نوعي يكسر كل التحالفات في منطقة شرق الأوسط، ويحرر الخليج العربي بقيادة المملكة العربية السعودية من الإمبريالية الغربية!
إن اردوغان قائد مُسلم لا مثيل له في زماننا المعاصر!
فتأمل!!
بقلم/ صالح المزيد
تعليقات